البطريرك كيرلس يتقدم زياحاً بمسافة 17 كم

mjoa Saturday July 19, 2014 68

في السادس عشر من شهر تموز الجاري انطلق زياح شارك فيه عشرات الآلاف من المؤمنين من دير بوكروفسكي خوتكوف، قرب موسكو، حيث حفظت رفات القديسين كيرلس و مريم – والدا القديس سيرجيوس – إلى منطقة سيرجيوس بوساد.

يعد القديس سيرجيوس من أقرب القديسين إلى قلب الشعب الروسي بلا منازع. و قد كتب سيرته أحد تلاميذه، أبيفانوس الذي أكرمته الكنيسة الروسية فيما بعد قديساً.

بهذا الزياح ابتدأت الاحتفالات الكنسية وذلك بمناسبة مرور 700 عام على مولد القديس سيرجيوس الرادونزي.

سبقت الزياح صلاة في كاتدرائية القديس نيقولاوس في دير الشفاعة حيث ترأس الخدمة الإلهية قداسة بطريرك موسكو و سائر روسيا كيرلس.

كما تم نصب خيام خاصة من أجل المؤمنين في منطقة سيرجيوس بوساد، وخصص مكان أيضاً لإقامة الخدم الكنسية.

53c97495603b0

بعد انتهاء الخدمة الإلهية توجه قداسة البطريرك كيرلس بكلمة نحو المؤمنين:

“أود أن أرحب بكم بحرارة بعد انتهاء مسير قارب 17 كم، و الذي افتتحنا به يوبيل الاحتفالات على أرض سيرجيوس بوساد المقدسة.

كان مسير اليوم أمراً مميزاً بالنسبة للكثيرين، إذ لم يسبق لهم عيش مثل هذه الخبرة. لم يكن حجاً مألوفاً، ولم تكن مجرد رحلة سير على الأقدام، ولا حتى موكباً عادياً، بل كان زيّاحاً مرفَقاً بصلاة مستمرة. أود أن أشكر الجوقات، التي لم يثنيها التعب عن التوقف عن الترتيل، و هذا ما ساعدنا على التركيز في الصلاة. أؤمن أن صلاتنا أثناء الزياح قد صعدت أمام عرش الله، و أن القديس سيرجيوس، أبانا قد سمعها.

إذا استذكرنا أزمنة الماضي الغابر، كان السير على الأقدام من قلعة موسكو إلى سيرجيوس بوساد بالنسبة للناس أمراً طبيعياً.

أما بالنسبة لنا، فرغم أننا أنهينا سير جزءٍ ليس بكبيرٍ من هذه الطريق -التي لطالما اعتاد أجدادنا السير عليها- إلا أن غبطة كبيرة غمرت قلوبنا. فما الذي حصل فعلياً ؟ لا شيء غريب. أناس يعيشون في رفاهية القرن الحادي والعشرين، اتخذوا قراراً متغاضين عن حرارة الجو، بالسير مشياً على الأقدام. قد يفكر أحدهم بطريقة عقلانية ويقول مالحاجة لهذا الزياح؟ أقول لكم آهٍ، ما أحوجنا لهذا، لأنه في الجهاد النسكي الذي تتشارك فيه الروح مع الجسد، تُمتًحن قوتنا الروحية. وكجواب على هذا الجهاد يسمع الله صلاتنا و يمنحنا الصفح عن زلاتنا. لذلك نقوم بمطانيات كبيرة و نصوم و نقيم زياحات للعديد من الكيلومترات، و نقف أثناء الخدم الإلهية الطويلة. و بهذا يتلقى الله هذه الذبيحة الجسدية البسيطة منا وكجواب عليها يغفر لنا خطايانا.”

و ختم البطريرك كلمته بطلب الصلاة لأولئك الذين تُوفوا مؤخراً في حادثة مترو موسكو، داعياً بالصحة الروحية والجسدية للذين نجوا و بقوا على قيد الحياة إثر هذه الكارثة.

(عن موقع البشرى)

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share