يلتئم مؤتمرنا الداخلي العام لهذه السّنة وكبير من كبارنا وعلم من أعلامنا شاءت العناية الإلهيّة أن يشاركنا من العلى، يلتئم مؤتمرنا ومعلّمنا وأبينا وحبيب كلّ واحد منّا سجد سجداته الأخيرة على هذه الأرض ورحل، قد يكون رحل بالجسد ولكن يقيني ويقينكم أنّه أصبح لعكّار شفيعاً في السّماء يشفع بها… إنّه الراعي المتلمِذ، من منّا لم يتعلّم على يديه، جمعنا كما يجمع الراعي الخراف بم يميّز بين خروف و آخر، إنّنا اليوم في هذا المؤتمر نعاهدك سيدي وأنت جليس العرش السّماويّ، أنّنا سنجعل من عكّار منارة للقداسة، نعاهدك سيّدي أن نكون أمناء للحقّ الّذي زرعته فينا، سنعمل جاهدين لكي تبقى الحركة كما أردتها دائماً جسر عبور تحمل الناس إلى ميناء الخلاص، أن تكون بنويّة تقول الحقّ وتعيشه، نعاهدك سيّدي أنّنا سنجاهد في هذه الديار مهما كبرت الصعاب وتكاثرت الهموم سنبقى نعلن من هذا الشرق حيث تجسّد الرب يسوع المسيح أنّ النور المنبعث من المغارة أقوى من ظلام هذا الدهر.
ولعلّ ما يبلسم جراحنا ويعطينا المزيد من الارادة والتصميم أن منّ الله على هذه الأبرشيّة براع عمل سنوات طوال إلى جانب المثلّث الرحمات المطران بولس بندلي وكان سيشهد له دائماً بحبّه للّه وكنيسته، عنيت به صاحب السيادة المتروبوليت باسيليوس منصور الجزيل الاحترام، الّذي ومنذ تسلّمه زمام الأمور في الأبرشيّة وفي خطبة العهد الأولى أعلن أنّ الحركة وصيّة مقدّس، ولم يترك مناسبة أو فرصة إلاّ وعبّر عن أهميّة وجود الحركة في كافة أنحاء الأبرشيّة وبالأمس وأمام فعاليّات بلدة منيارة طلب من الجمعيّة الخيريّة بأن تصرف أموالاً على التعليم لصالح الحركة، وكذلك كانت كلمته في رحبة مشجّعة للأخوة على العمل والمثابرة، وها هو في عيدمون يشارك الأخوة في السهرانيّة ويشدّدهم ويعلّمهم بحضوره على أهميّة الصلاة في حياة الجماعة، وقد بارك سيادته كافة المخيّمات والنشاطات التي قامت الحركة إن كان على صعيد المركز أوالفروع، وها هو يسأل في الرعايا العكّاريّة عن سبب غياب الحركة عن بعضها.
سيّدي الجليل، إن دلّ هذا الاهتمام على شيء فهو على محبّتكم للشباب ورعايتكم لدوره الأساسيّ في بناء كنيسة المسيح الحيّة في عكّار، وعلى قدر محبّتكم للّه ستكون محبتنا لكم، وانني وأمام هذا المؤتمر الكريم وباسم الأخوة جميعاً، أؤكّد لكم يا صاحب السيادة أنّنا متجنّدون لكلّ عمل فيه خير ومصلحة كنيسة الله في عكّار، ونحن معكم في كلّ عمل مهما صغر أو كبر، فهذه الحركة لا تبتغي شيئاً لنفسها ولأعضائها فنحن مهما فعلنا عبيد بطّالون، وإذ كان فينا من خير وصلاح فهو من نِعم السّماء علينا، يدنا بيدك يا صاحب السيادة لنجعل أحبّة يسوع في عكّار كثر.