عظةُ صاحب السّيادة المطران أثناسيوس فهد أسقف طرطوس في جنّاز الأخ روي فيتالي

mjoa Tuesday August 26, 2014 162

عظةُ صاحب السّيادة المطران أثناسيوس فهد أسقف طرطوس في جنّاز الأخ روي فيتالي
الاثنين 25 آب 2014

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.
المسيح قام…

أولًا، أنقلُ إليكم تعزيةَ راعي الأبرشية صاحبَ السّيادة المطران يوحنّا منصور، وأيضًا تعزيةَ صاحبِ السّيادة المطران جاورجيوس أبو زخم، وهما يصلّيان من أجلِ راحةِ نفسِ عبدِ اللهِ روي.

ما توقّعتُ أن أقفَ في هذهِ اللحظة. وصلّينا وطلبنا وسألنا الرّبَ الإلهَ أن يبقيَك يا روي معه ومعنا، تُسمعنا الترتيل في هذه الجوقة. هكذا شئنا، ولكنّ الرّب الإله شاء أن تكون في الجوقة السّماوية، ولتكن مشيئته. نحنُ نريدُ والرّب يريد. وقد امتحننا، في الأيام الأخيرة بمرضٍ وألمٍ، لكي نتنقى وتتنقى، وتقفَ بنعيمٍ مع مصف القديسين.

ويقول الكتاب المقدس عن الحكمة والنعمة الإلهية في سفر ابن سيراخ: سألتُ الرّب مسكنًا لي (أي الحكمة والنعمة)، فأجابني خالق الجميع ودلّني على مسكنه وقال لي: اسكن في 10530946 10152658967763399 9008478072632741034 nبنيّ، في أولادي، أي المؤمنين بي. وهنيئًا لكلّ إنسان ملأ حياته بما للرّب. هنيئًا لكل إنسان، ونحن جماعةُ خطأة، نحن ضعاف، ولكن إن تمرسّنا بما يقول الرّب، كنّا معه. ويقول الكتاب (والذي رنمه روي كثيرًا): بماذا يزكي الشّاب طريقه؟، بماذا يجمل ويزين الشّاب طريقه في حياته؟ لم يقل الطفلَ حتّى لا يكون في موضع ضعفٍ أو عاطفةٍ، أو الكبيرَ عن اضطرار. هنيئًا للشّاب الذي يتزين. وبماذا يتزين؟ يجيب الكتاب المقدس: بحفظه كلامي، وصاياي. عندها يكون كلّ إنسان، كما يصفه الكتاب المقدس، أيها الأحبّاء، كالزيتونِ النضر في السّهول، وكالدلبِ على جداول المياه، ويكون كالبخورِ في مسكنِ الرّب. صورٌ جميلةٌ ورائعةٌ للإنسان الذي يحيا في وسط الكنيسة، فهو لا يصفرّ، يعطي الفيء، والغذاء، والزيت، حتّى الرائحة العطرة.

 قال الرب للنعمة، للحكمة: اسكني في شعبي، فقد أخذتُ هذا الشعبَ العزيزَ لي مسكنًا. ولهذا، يا أحبّائي، مَن يحيا بما يمليه الكتاب المقدس يكون دومًا من أبناء الحكمة والنور. وقد قال الكتاب: فضربتُ جذوري في هذه الشعب. أين تنبع الحمة؟ أين توجد؟ في أي مكان؟ دُلّني، يقول النبيّ. توجد فينا لأن المسيحَ فينا صار. وكم، خاصةً المواهبُ التي يسكبها الرّب الإله لكلّ واحدٍ منّا، كم تكون الثمارُ كثيرةً، إن عملنا بها بما للرب؟!

ما تعودتُ في كلامي أن أتكلمَ عن أشخاص، ولكن الآن يجب أن نشير بخفر، لأن الأخ روي، وأنا أعرفه من سنواتٍ تربينا فيها في هذه الكنيسة المقدسة، خادمًا معطاءً، متحمّسًا، وخاصةً في النعمة والموهبة التي أعطاه إياها الرب الإله: الصوت، الكلمة. كم التسبيحُ مهمٌّ في حياتنا، أيها الأحبّاء؟! يطرد الشر، يريح المريض، يعزّي الحزين، ويعطي أملًا ورجاءً للفرد. مَن منّا في هذه المقاعد لم يسمع بتسبحةٍ أو بنغمة ٍكلامَ الرب المنغّم، أي المرتّل، وامتلأَ من النّعمة، تخلّص من همومه، تطلّع إلى توبته، نظر إلى الآخر، انكسر أمام التشامخ؟ موهبةٌ عظيمةٌ، وقد أحسنَ روي استخدامها.

ولهذا، أيها الأحبّاء، يقول الكتاب: ادخلوا إلى حضرتي بالتسبيح (مز 100: 2)، افتحوا أبوابي بالتمجيد والترانيم (مز 100: 4). نعم، يا إخوتي، ادخلْ إلى حضرةِ الرب بالترانيم والتسابيح الإلهيّة، لأن اللسانَ ينطقُ بما في الدّاخل من إيمانٍ ومن أفكارٍ، ويضبط ما يجب ضبطه، ويفوح عطرًا، كما يقول الكتاب، كالبخور في مسكن الرّب.

ولهذا، نصلّي إلى الرّب الإله له المجد، أن يعطيَ عبده كما يعرفُ هوَ فقط. نحن لا نعرف إلا الشيء اليسير، ولكنّ الرّب الذي لا يضيع أجرًا لأي شيء أمامه، أن يكافئ عبده في ملكوته. وهذا أملنا ورجاؤنا. وأن يعزيَ قلوبَنا جميعًا في هذه الأيام التي نحتاج فيها إلى كلمةٍ معزيةٍ، إلى صوتٍ من الرّب، إلى صوتِ الكنيسة، لكي نتشدّدَ ونبقى كما يصفُ الكتابُ أبناءَ الله: كالزيتون النضر في السهول، وكالدلب على جوانب المياه، وكشجرِ القرفة الذي يفوح عطرًا، وكالمرّ في شذاه الرائع.

ونتضرع إلى الرب الإله الذي سبّحه روي في حياته، أن يجعله في ملكوته، وأن يعزيَ قلوب كلّ محبيه وخاصةً زوجته وأولاده وإخوته وجميع أقاربه ومحبيه، وما أكثرهم! وأن يعزيَنا جميعًا لكي نكونَ من أبناء النعمة، وأن نكمل حياتنا للتفردِ بتسبحةِ الرّب دومًا دومًا. آمين.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share