تجليات دمشقية : اكنز لك كنزا في السماء – الأب جورج حداد

mjoa Monday September 1, 2014 84

الأحد الثاني عشر بعد العنصرة – وضع زنار والدة الإله
عظة هذا الأسبوع لقدس الأب جورج حداد
أسرة الإعلام والعلاقات العامة – دمشق

بسم الآب والابن والروح القدس
انجيل اليوم هو دعوة لنا الى العمل بكلمة الله بعد سماعها
هو دعوة لمشاركة الغنى (أي غنى _مال_ثقافة_جمال_سلطة ….) مع الآخرين الذين هم أصدقاء الرب
شاب غني (ولكل منا غناه ) يسأل الرب : ماذا أعمل من الصلاح لتكون لي الحياة الأبدية ؟ يريد الحياة
يأتي جواب الرب بداية “إن كنت تريد أن تدخل الحياة …” بمعنى هل حقا تريد الحياة ؟ ويتابع ” احفظ الوصايا ..” عليك بنقطة انطلاق أولا
يجيب الغني بشطارة ” كل هذا حفظته منذ صباي ،فماذا ينقصني بعد ؟”
يعود الرب بطول أناة ويجيب ” إن كنت تريد أن تكون كاملا …”
مع الرب هناك دعوة للكمال للمضي قدما وليس لسماع الكلمة فقط ، ويأتي الجواب للشاب (لكل منا ) بعكس المتوقع …

treasureربما الغني كان ينتظر أن يثني الرب عليه – أن يباركه- فهو حافظ للوصايا -هي سقف كماله – لايريد أكثر ولكنه يريد الحياة (شطارة هذا العالم )
جواب الرب :أتريد الحياة -الملكوت -الفرح – السماء -اكنز لك كنزا في السماء ، ﻷنه حيث تكون كنوزكم هناك قلوبكم ، والرب يريد القلب ” يا بني اعطني قلبك ” نقاوة القلب -التحرر من الماديات – التحرر من كل غنى هو شرط (ان جاز التعبير ) لاتباع السيد الذي هو “الطريق والحق والحياة ” ومعه وبه درب الملكوت
مضى حزينا فقد أراد أن يشرك القلب في عبادة الله وعبادة غناه ومضى حزينا والملكوت الذي يسأل عنه هو الخطر في الغنى (أي غنى ) ليس الملك بحد ذاته ولكن هو أن يدفعنا الملك إلى الاستغناء عن الله
هذا الشاب (وكثيرا منا ) أراد الرضى الالهي دون أن يتحرر من ماديته وشهوته -دون أن يبذل جهدا
لذلك قال الرب أنه لصعب جدا أن يرث الملكوت ، صعب أن يحصل على ما يطلبه
القضية يا أحباء أن نتحرر من كل غنى -أن نصبح نحن أسياده لا هو سيدنا ،وعندما نتحرر نشارك بما نملك مع الآخرين ، هذه المشاركة وهذا التعاضد هو مقدار عظمتنا وقوتنا
هذه هي المسيحية وهذا هو درب الملكوت

الأب جورج حداد كاهن في كنيسة الصليب

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share