صدر عام 102م قرار عن الإمبراطور ترايانوس بالقبض على كلّ من يمتنع عن تقديم الذبيحة للأوثان، ويعلنون أنّهم مسيحيّون وإلقائهم في النّار. للحال انتشر المخبِرون في كلّ مكان لاقتناص المسيحيّين مؤمّلين أنفسهم بالرّبح الخسيس، فيما عمد آخرون إلى تسليم المسيحيّين خوفاً من السلطة أو غيرة على الوثنيّة فجاء بعض هؤلاء إلى أنقرة في غلاطية. هناك جرى القبض على بروكلّس الذي من قرية كاليبوس، بقرب أنقرة، واستيق إلى المدينة حيث اتّفق وجود الإمبراطور شخصيّاً.
لمّا جيء ببروكلّس إلى المحكمة مصفَّداً بالقيود كان يرنّم للربّ بمزامير. ممّا أغاظ ترايانوس فأمَر بإعادته إلى السجن. وبعد ثلاثة أيّام استدعاه الحاكم مكسيموس للإستجواب، وإذ أجابه القدّيس بجسارة حظي الحاكم من الإمبراطور بسلطة اللّجوء إلى ما يراه مناسباً من وسائل التعذيب لكسر مقاومته. ومن تلك المواجهات نذكر نقاشًا دار بين قدّيسنا والحاكم حول القوانين والأنظمة إذ اعتبر يومها بروكلس أنّ هذه القوانين “فاسدة تدلّ على أعمالهم الشريرة” فاعتبر الحاكم أنّه يهين الأباطرة إذ تجاسر على مقاومة القوانين الّتي سنّوها لخلاص الشعب. لم يخشَ الموت على الرغم من التهديدات والتعذيبات الكثيرة فكان دائمًا يقول: “لست أخشى التعذيب لأنّه مكتوب لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد أمّا النفس فلا يقدرون أن يقتلوها. خشية الله خير من خشية الناس”. فضح علانيّة زيف الآلهة، فكان جزاؤه أن مُدّد على منصبة التعذيب وانهالوا عليه جلداً حتّى أدموا كلّ جسده. أمّا هو فلم يئنّ ولا تفوّه بكلمة. وفيما هو ذاهب إلى تنفيذ حكم الإعدام التقى بابن أخيه هيلاريون فحيّاه وضمّه إلى صدره فما كان من هيلاريون إلّا أن أعلن بالفم الملآن بأنّه هو أيضاً مسيحيّ. فقبض عليه العسكر وأودعوه السجن وبعد تنفيذ الإعدام ببروكلس، مَثَل القدّيس هيلاريون أمام الحاكم، وبعد استجوابه وإصرار القدّيس على مسيحيّته، صدر القرار بإعدامه أيضًا، فتمّ قطع رأسه، وهكذا تكلّلا القدّيسان بإكليل الظفر.
طروبارية القدّيسَين بروكلس وهيلاريون
شهيداك يا ربُّ بجهادهما، نالا منك الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنّهما أحرزا قوّتك فحطّما المغتصبين، وسحقا بأس الشياطين الّتي لا قوَّة لها. فبتوسّلاتهما أيّها المسيح الإله خلّص نفوسنا.