الرب يتكلم – المطران جورج (خضر)

mjoa Saturday September 27, 2014 96

الرب يتكلم – المطران جورج خضر

أرى البحر من الجبل ممدوداً أمامي. يذهب البحر. أريد ان أذهب لألقى السكينة حتى لا أموت. اذهب إذاً إلى هناك. أين هناك؟ ان تخرج من نفسك، من ضيقك، ان تخرج دائما إلى الآتي، إلى النازل عليك: ليس كل مرجو هو الخلاص.

أنت لا تأتي بالخلاص. تقبله. هو يفتقدك اذا رآك من تكون؟ في الأصل أنت لا تعرف. يقول لك الله هذا عندما يشاء ان يعرفك ويكون لك هذا ان حلوت له أو اذا أغضبته. وفي الحالتين يحبك. اذا لم يكشف لك ربك من أنت لا تعرف عن نفسك شيئا لأنك تريد ان تعذر نفسك. أنت عاذرها لأنك تحب خطيئتك. في الحقيقة ليس من خطيئة إلا ان يعشق الإنسان نفسه. ان ترى نفسك وحدها هذا هو الموت. وجودك في الآخر، مع الآخر. أنت وحدك جهنم مع الآخرين فقط أنت كائن. في المحبة فقط أنت موجود.

كان سقراط يقول: “اعرف نفسك”. لماذا يهمني هذا؟ قد أرى في ذاتي أفاعي. هل كل من رأى عنده الأفاعي يريد ان يقتلها أم يحب الإنسان ان يعايش الموت أو بعضا من أسباب الموت؟ مشكلة كبيرة هذا خضرالإنسان. أرى البحر من الجبل. اذهب اذًا إلى البحر، إلى المدى البعيد على رجاء النعمة.
أنا لا أستطيع أن أمشي على البحر. واحد فقط فعل هذا. مضطر ان اسبح. هذا هو العمر ولكني أرجو الا أغرق. هل لك قدرة السباحة طوال عمرك؟ أنا تعلمتها في سن متقدمة. قيل لي لا تخف. هناك معلم سباحة. في حياتي الروحية لم أجد دائما معلم سباحة. كنت أتكل على ما قاله القديسون.
مسكين من لم يقرأ القديسين. يتكل على نفسه أي على انتفاخه. الإنسان موجود اذا أحب. هذه هي النعمة ان تكون مع الآخرين. في إيماننا ليس الإنسان فردًا. هو معية. الجماعة ليست العدد. انها المشاركة. أنت تحقق وجودك بالآخرين، مع الآخرين. الوحدة عظيمة ان لم تكن انفرادا. هي معية. الله معك ليس ان كنت منفردا ولكن اذا كنت مع الناس أي في الحب. عند ذاك تكون قد كبرت.
أرى البحر من الجبل. هذا المد الكوني تلمسه ان كنت قائما في الله. ان تكون في الكون وحده بلا إله اختناق. لكنك في حاجة إلى الكون لتعرف عظمة الله. لك ان ترى ربك مباشرة ولكن لك ان تراه أيضًا في مخلوقاته ولا شك انك في مخلوقاته تراه جميلاً. هكذا نحن نحس الله عندنا. هو أيضًا في ما صنع.
اقرأ الله من البحر ومن الجبل كما اقرأه في كتابه. هكذا هو أراد. الدنيا في تنوعها كتب الله. نحن مضطرون ان نقرأ الكتب. العظام فقط يقرئهم الرب نفسه بلا كتب. الدنيا كل كلامه والقلب كلامه.
ان لم يكلمك ربك في قلبك لا تفهم الوحي. الوحي إن لم ينزل اليك يبقى في الكتب. الكتب كانت طريق الله اليك. كان همه أنت أي غاية الكتب. لا تهمل ما أوحى ولكن ان لم تتلق الوحي في قلبك روحا وحياة لست على شيء. يبقى في الكنيسة.
اقرأ قلبك إن كان طاهراً تجد الله فيه. ما نزلت الكتب الا لتدخل إلى قلبك. اجعله يتكلم مع الله.

جريدة النهار

27 أيلول 2014

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share