إشارة الصليب – المطران افرام (كيرياكوس)

mjoa Monday October 20, 2014 115

إشارة الصليب – المطران افرام (كيرياكوس)
 
يقول القدّيس باسيليوس الكبير: “في كلّ شيء نعمله نرسم إشارة الصليب على جباهنا …..لم تأتِ هذه العادة من الكتاب المقدّس (حرفيّاً بمثابة وصيّة) لكنّ التقليد المقدّس هو الذي يوصي بها”. عنى بذلك تقليد الرسل، كما في اتجاهنا إلى الشرق الذي هو اسم المسيح (زخريا 6: 12 بحسب السبعينيّة). كما أيضًا في عادة التغطيس الثلاثيّ في سرّ المعموديّة.
 
بنظر هذا الأب وغيره من الآباء القدّيسين تتضمّن إشارة الصليب العقيدتَين الأساسيّتَين في الكنيسة الأرثوذكسيّة: عقيدة الثالوث أوّلاً وعقيدة التجسّد ثانياً. نرسم إشارة الصليب ضامّين الأصابع الثلاثة الواحدة إلى الأخرى وضامّين الأصبعَين الباقيَين إلى راحة اليد.

نضع أوّلاً أصابعنا على الجبهة، مشيرين إلى السماء، ثمّ إلى البطن مشيرين إلى الأرض، ثمّ على الكتفَين اليمين واليسار. رجاءً، حَذارِ أن ترسموا علامة الصليب على جسدكم بسرعة وبلا وعي. أن نعي ذكر الأقانيم الثلاثة الآب والابن والروح القدس salibكما نعي بالإصبعين الأخيرين طبيعتَي المسيح الإنسانيّة والإلهيّة.

في كثير من الأحيان نربط ذكر الثالوث بالمجد مع إشارة الصليب قائلين “المجد للآب والابن والروح القدس”

يذكر الإنجيليّ يوحنا على لسان المسيح مشيراً إلى ساعة موته على الصليب: “الآن تمجّد ابن الإنسان وتمجّد الله فيه” (يوحنا 13: 31) “بالمجد الذي كان عنده منذ البدء (يوحنا 17: 5) . يقول الرسول بطرس في رسالته الأولى عن المسيح الذي افتدى العالم على الصليب بدمه الكريم إنّه حملٌ ذبيح “معروف سابقاً قبل تأسيس العالم” (1 بطرس 1: 19-20).

المسيح المصلوب ذبيحة فصحيّة “إنّ فصحنا المسيح قد ذُبح لأجلنا” (1 كور 5: 7).

هذا هو معنى الصليب الحقيقيّ، هذا هو معنى القدّاس الإلهيّ، الذبيحة الإلهيّة.

نضيف إلى كلّ ذلك أنّ اشارة الصليب في كثير من الأحيان ترافق بسجدة صغيرة أو كبيرة تُعرف بكلمة مطانية METANOIA التي تشير إلى التوبة: الصغيرة حتّى الرّكبتَين والكبيرة حتّى الأرض. هذا عند دخولنا الكنيسة مثلاً أو تقبيلنا للأيقونات المقدّسة.
                                                                                           * * *
أيّها الحبيب، ارسم إشارة الصليب بتروٍّ، بفهم، بإيمان، برجاء مطلق بالمسيح المصلوب الذي أحبّنا حتّى الموت على الصليب. ارسمه بعزم أنّك تصلب أهواءك لكي تتقبّل نعمة المصلوب وتتجدّد حياتك.

نشرة الكرمة

19 تشرين الأول 2014
   
                                                                                                                       

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share