تذكار القدّيس البارّ مكاريوس الكبير المدعوّ المصريّ(+391م)

mjoa Friday January 19, 2024 347
وُلد القدّيس مكاريوس في قرية تدعى شبشير في مصر قرابة العام 300م، دُعي بالمصريّ لأنّه من إقليم مصر الذي هو الجيزة الحاليّة. نشأ على التقّوى واقتنى إحساسًا مرهفًا بالخطيئة. عمِل راعي بقر وجمّالًا، استهوَته الرّهبنة فاعتزل في قلّاية في قريته. انصرف إلى النسك والصلاة، رغب سكّان قريته في جعله كاهنًا لهم ففرّ إلى قرية أخرى، وبعدها قصد الاسقيط فكان أوّل ساكن لها وعمره كان ثلاثين سنة.
بنى هناك القدّيس قلاّية وقسى على نفسه وعبَد الله بكلّ قوّته، استهوت حياته العديد من الشباب الذين رغبوا الحياة معه فصار لهم أبًا مرشدًا.
ذكروا أنّ تلاميذه كانوا يدنون منه بخوف لأنّ توقيرهم له كان كبيرًا. كان يقصده الكثيرون ليتبرّكوا منه، ولكي يحفظ نفسه في هدوء، حفر في قلّايته سردابًا امتدّ نصف ميل هيّأ في نهايته، لنفسه، مغارة صغيرة اعتاد الخلود إليها كلّما زحمه الناس وثقّلوا عليه. اهتمّ بتدريب تلاميذه على عدم  حبّ القنية. saintmacariusفي أحد الأيّام،  طلب من الربّ أنّ يدلّه على من يضاهيه في السيرة، فكان صوت من السماء عن امرأتين في المدينة، فأخذ عصاه قاصدهما ولمّا دخل إليهما استقبلاتاه وسجدتا له وقدّمتا له الماء ليغسل قدميه وبسطتا له مائدة ليأكل، فلمّا استعلن لهما أخبرتاه كيف يسلكان بحياتهما مع رجُليهما وأولادهما. فلمّا سمع القدّيس كلّ ما قالتاه خرج يقرع صدره ويلطم وجهه قائلًا: “ويلي، ويلي! ولا مثل هاتين المرأتين لي محبّة لقريبي”. يُنسب إليه عدد من المعجزات، سيم كاهنًا غير أنّ المخطوطات تختلف حول زمن الرّسامة. يستفاد من الأبحاث أنّ مكاريوس وأنطونيوس التقيا مرّتَين. المرّة الأولى في بداية نسك مكاريوس والثانية بعدما تقدّم فيه. قبل رقاده بزمن قصير خاطب الرّهبان مودّعًا  وناصحًا إيّاهم بتعاليم عديدة تساعدهم في أمور حياتهم الصلاتيّة والنسكيّة.
 طروبارية القدّيس مكاريوس
ظهرت في البرّية مستوطنًا، وبالجسم ملاكًا، وللعجائب صانعًا، وبالأصوام والأسهار والصلوات تقبّلتَ المواهب السماويّة، فأنتَ تشفي السقماءَ ونفوس المبادرين إليك بإيمان، يا أبانا المتوشّح بالله مكاريوس. فالمجد لمن وهبَك القوّة، المجد للذي توّجك، المجد للفاعل بك الأشفية للجميع.
0 Shares
0 Shares
Tweet
Share