تراس رئيس دير سيدة البلمند البطريركي الارشمندريت يعقوب خليل القداس الاول له في الدير، بعد تعينه من قبل بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس، بمعاونة لفيف من الكهنة والشمامسة. وقد خدمت جوقة معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي بقيادة جيلبير حنا في حضور دولة الرئيس ايلي سالم رئيس جامعة البلمند، الوزير السابق يعقوب صراف، رئيس الحركة الاجتماعية اللبنانية المهندس جون مفرج، عميد كلية الهندسة في جامعة البلمند نائب الرئيس المهندس ميشال نجار والاسرة البلمندية، منسق محافظة الشمال في الرابطة اللبنانية للروم الارثوذكس فواز نحاس، رئيس بلدية اميون غسان كرم، روبير ابيض وبعض رؤساء فروع حركة الشبيبة الارثوكسية، عائلة الارشمندريت وحشد من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس القى الارشمندريت خليل عظة قال فيها” مجددا اقف في دير سيدة البلمند ببركة صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر اليازجي، الذي ابتهجت الكنيسة بتراسه على السدة الانطاكية الرسولية، وتنامت وتكاثرت آمالنا به، فهو بركة لهذه الكنيسة المعذبة. بعد عشر سنوات، مجددا من اليوم الذي اقامني به صاحب الغبطة كاهنا في هذه الكنيسة المقدسة اقف امام مذبح الرب واصلي مع هذه المجموعة المحبوبة”.
واضاف” ان زمن الصوم يشبه ميدانا يدخله المجاهدون متسلحين بمنطق الصليب، الذي تموت عليه الانا الشهوانية المسيئة للاخرين كما للذات ايضا، ولكن منطق الصليب يجب ان يكون في كل اوقات حياتنا لاننا منذ اللحظة التي اعتمدنا فيها بالمسيح يسوع ولدنا في موت مشابه لموته وصلبنا معه الذات مع الانا والشهوات والاهواء. فما الفرق بين سلوكنا في زمن الصوم وسلوكنا خارجه. على الانسان ان يبقى يقظا في ميدان الجهاد ضد الرزائل ما دام حيا، ولكن هموم الحياة والفيروسات الروحية التي تنتقل الينا من وسائل التواصل مع مجتمع ليس له فكر المسيح تشتت افكارنا عن حقيقة واقعنا اننا مصلوبون مع المسيح كل يوم. لذا نحتاج لان نتذكر وان نعود الى دعوتنا التي دعانا اليها الله.
ونحن نسمع باليوم الامني الذي تقوم به الدولة التي تسهر على امن المواطنين ولكن السلامة العامة تتطلب احيانا تكثيفا للامن من حين الى اخر كي لا ينتشر الاخلال بالامن ويتكاثر.”
وتابع” من الحسن ان نتذكر ان الصوم ليس هدفا بحد ذاته، انما هو سلاح ننتصر به، نكتسب عبره الفضائل المنشودة. لاننا ان صمنا وتعففنا عن الاطعمة التي تدخل الجوف دون ان نتعلم التعفف عن الشرور التي تخرج من الجوف باطلا نصوم. وان لم نسهر على عيوننا واجسادنا من كل نجاسة فباطلا نصوم. ان تفحصنا كل اصناف الاطعمة ان كانت تصح ام لا ولم نتعلم بهذا ان نتفحص كل الافكار ان كانت طاهرة ام نجسة يكون صومنا من دون فائدة. صلوات هذا النهار تعلمنا اجتناب الخطايا الجسدانية والعداوة والاساءة والشر ضد القريب”.
وركز على التوبة والعودة والتجدد بشكل دائم وليس فقط في ايام الصوم. ودعا الى ان نتجنب الخطايا البشرية والى ضبط الافكار. وقال” الصوم مدرسة لكي نتعفف عن الافكار والافعال، والا نكون قد سقطنا في الامتحان في نهاية الصوم، وان كنا قد امتنعنا بالكامل عن الاطعمة. ان فائدة الصوم الاولى هو تذكر دعوتنا وسلوكنا الروحي الذي التزمنا به يوم المعمودية، ويوم توبتنا علينا ان ناتي بثمار تسر الله. والفائدة الاخرى من الصوم تاتي من مآزرة الله لنا نحن المقبلين اليه بالتوبة”.
وشدد على ان” الصوم زمن التوبة، تشرق به النعمة ويسطع نور المسيح”. وشدد على انه “عندما نصوم نعبر لله عن حبنا الكبير له، نتذكره في كل حركة في جسدنا وفكرنا” .
واشار الى ان “هناك نعم تعطى للصائم، لذلك نفرح بالصوم كل عام ونبتهج به ونشعر بفرح ملكوتي في زمنه ونتشدد ونرغب بالصلاة كل يوم”.
وختم بان الايمان ان “نحب المسيح وكل انسان، وان نخضع ونسمع كلمة الحبيب. بحيث ان الصوم هو زمن التوبة الذي نعبر من خلاله عن حبنا للمسيح.”
وقد استقبل الارشمندريت المهنئين في قاعة الدير الاثرية.