أحــد الفصح

mjoa Friday June 12, 2015 200

أحــد الفصح

كلمة الراعي:
الى الكهنة الورعين والابناء الاحباء في أبرشية عكار وتوابعها حفظهم الرب الناهض من بين الاموات بنعمته:
أيها الاحباء، المسيح قام! حقاً قام!
نعيِّد اليوم لعيد أعيادنا وموسم مواسمنا!
في الامس حدثنا الانجيل المقدس عن آلام تَحَمَّلها الحمل الفادي من أجل خلاصنا، تبعناه حائرين، خائفين، متعجبين كيف أن أيادي أثيمة تمتد الى البريء من كل خطأ. مع التلاميذ تساءلنا لماذا يتحمل السيد كل هذه الآلام وقضاء الموت نفسه والدفن كغريب في قبر جديد وسمعنا عن نساء تقيات ينظرن أين وضع! وحُدِّثنا عن طلب من اليهود ان يضبط القبر الى اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلاً ويسرقوه ويقولوا أنه أنه قام من بين الاموات فتكون، حسب زعمهم الباطل، الضلالة الاخيرة شراً من الاولى.

لكن النساء اللواتي كن ينظرن “اين وضع” كن عازمات أن يتممن مشروعاً ليس من السهل تتميمه. كان بودهن أن يذهبن الى القبر لكي يصلن مهما كلفهن الأمر الى الميت الذي دفن بسرعة كي يقمن بواجبهن المقدس تجاهه بدهن جسده بالطيب.
استرحن السبت ولم يصدقن متى إبتدأت أنوار فجر اليوم الأول من الاسبوع تتلألأ في الافق حتى اندفعن في طريقهن، غير خائفات من شيء مع إن أشياء كثيرة كانت قادرة بشرياً أن تردهنّ الى الوراء…
– كنّ ذاهبات في الظلام اذ انهنّ وصلن الى القبر وقد “طلعت الشمس”.
– لم يرافقهنّ رجل لكي يستندن الى قوة قلبه.
– لم يكنَّ جاهلات لوضعهن، كنَّ يعرفن أن حجراً عظيماً يسدُّ فوهة القبر وكنّ يقلن فيما بينهن “من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟” ومع هذا التساؤل كنَّ يتابعن المسيرة.
– والحجر كان يحرسه حرّاس مع أوامر مشددة ألاّ يدعوا تلاميذ “المضل” يقتربون اليه فيسرقوا جسده ويضللوا الناس قائلين لهم أنه قام من بين الأموات، ولكننا تنبّهنا طبعاً الى “من يضلل الناس” محاولاً أن يخفي قيامة المسيح “والى من يدفع فضة” للجنود الذين أصبحوا كالأموات أمام قدرة السيد. ويلقنهم مقابل رشوته لهم أن يقولوا أن التلاميذ أتوا ليلاً وسرقوه، فماذا يستطيع التلاميذ أن يعملوا بجسد فاقد النسمة محنطاً؟ وهم الذين لم يتجرؤوا أن يعلنوا ايمانهم به وهو بعد في قيد الحياة!
أيها الأحباء: قيامة الرب يسوع حدث حقيقي وليس أسطورة من الأساطير.
قيامة المسيح حدث يستند اليه كل رجائنا ويتشدد به ايماننا، ألم يقل الرسول بولس: “ان لم يقم المسيح فباطلة كرازتنا وباطل ايمانكم، ألم يكن العراك بين بولس واليهود أنه كان يقول ان المسيح قام حقاً وهم كانوا يرفضون ذلك” ألم يسبق لبطرس صياد السمك أن يقوم بعد العنصرة ليقول لهم: “يسوع الذي صلبتموه أنتم قام من بين الأموات ونحن شهود لذلك”.
ان نساء ممتلئة قلوبهن بمحبة كبيرة للسيد اقتحمنا الصعوبات والمخاطر القادرة بحد ذاتها أن ترد جيشاً على أعقابه، فنحن جميعاً مدعوون أن نطلب من السيد المنتصر على الموت أن يملأ قلوبنا من حب أقوى من الموت فنتدرّب أن نسير نحو قبر يحوي “حياتنا” غير خائفين من الصعوبات الجسيمة التي تعترضنا، فيؤهلنا هكذا الرب ألاّ تبقى القيامة دفينة في داخلنا بل معبَّر عنها للتلاميذ ولبطرس لكي لا يبقى أحد في ظنّه أنه، بسبب جحوده وضعفه، لا يمكنه أن يشترك بفرح القيامة . وليقول الجميع:
دون استثناء المسيح قام! حقاً قام!.
مطران عكار وتوابعها
+بولس

نشرة البشارة
العدد 17 – في 23/4/1995

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share