الأحــــد الثاني بعد العنصرة – أروا أنفسكم للكهنة

mjoa Friday July 10, 2015 169

الأحــــد الثاني بعد العنصرة – أروا أنفسكم للكهنة

كلمة الراعي:
أروا أنفسكم للكهنة
هذا الكلام قاله الرب يسوع لعشرة برص صرخوا اليه من بعيد طالبين منه أن يرحمهم ويشفيهم من مرضهم العضال.
فالشريعة كانت تطلب من الذي يُشفى أن يذهب الى الكاهن ليتأكد من شفائه ويعطيه براءة بذلك. فالكاهن لم يكن هو الشافي بل ذاك الذي يصلي من أجل المريض وبقدم عنه الذبائح الملائمة ويعلن له تأكيد الرحمة الالهية اتجاهه.

أيها الأحباء،
في كثير من الأحيان لا نفكر أن نُعلم الكاهن خادم الكنيسة بمرضنا- فالكاهن ينقل الينا، اذا ما أطلعناه على آلامنا وأمراضنا، ينقل الينا بالصلاة التي يرفعها الى الرب من أجلنا ومن أجل مرضانا، قوة كلمة الله القادرة على شفائنا والقادرة على إعطائنا قوة لكي نتشدد في آلامنا ولا نفقد الرجاء. كم من اخوة لنا لا يستطيعون المجيء الى الكنيسة لأنهم لا يتمكنون من التحرك الجسدي نحو من هو ملاذهم الوحيد- ألا نُعلِمُ خادم الأسرار المقدسة لكي ينقل اليهم الزاد الالهي الذي يعطيهم عربون الحياة الأبدية.
هل ننسى ما قاله يعقوب الرسول في رسالته الجامعة: “ان كان أحد مريضاً فليدعو قسوس (أي كهنة) الكنيسة فيصلون عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب والرب يقيمه وان كان فعل خطيئة (ومن منا بلا خطيئة) تغفر له”.
في كثير من الأحيان يدخل عامل الخوف- نخشى على مرضانا أن يخافوا اذا ما تحدّثنا معهم أو عرضنا عليهم أن يدخل الكاهن البيت- نخاف أن يزعجهم ذلك فيظنوا أنهم مهددون بالموت ولذلك أتينا بالكاهن ليزورهم.
وبسبب خوفنا عليهم نعرِّضهم ان يُحرموا من التعزية الحقيقية التي لا بد وأنهم يطلبونها صميمياً لأنهم يعرفون في ضميرهم الحي أن الله والله وحده هو الذي يشدد ويقوّي ويشفي.
ألا ندعو حالاً الطبيب البشري خائفين ألاّ يتأخر فتسوء حالة مريضنا؟ هل هناك حاجة أن ندعو حالاً الطبيب الالهي لنفوسنا وأجسادنا؟
لنتأكد أيها الأحباء ان مَرضانا سيكونون مدينين الينا اذا ما انتبهنا الى حاجتهم الروحية وسوف يدعون لنا وبدون انقطاع دون انقطاع لأننا نكون قد ساعدناهم كثيراً في جهادهم الروحي اذ تكون نعمة الله قد شددتهم فيه.
ولا بد وبنوع خاص أن نلتفت الى وضع المرضى بين الأطفال والأولاد الذين يكونون بعد دون معمودية، كثيراً ما نؤخر معموديتهم أو على الأقل نؤجلها لأننا نرجو أن يكونوا متعافين لكي يستطيعوا تحمّل المعمودية ولكي نفرح بهم. من يستطيع أن يتحمّل عمداً أن يترك طفله يموت، لا سمح الله، دون معمودية؟ ونحن نتذكر أن الرب قد قال: “دعوا الأولاد يأتون اليّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات”؟
اننا بسلطاننا الأبوي نلحّ عليكم قائلين: أعلِموا الكاهن وتأكدوا أن ما يفعله الكاهن يقترن بصلاة الايمان القادرة أن تشفي المريض واذا لم تشفه جسدياً فتعزيتنا على الأقل هي بتعزية الهية حقيقية أعطيناه أن يتمتع بها وهي أهم من كل ما يمكن أن نتصوره من خدمة له تعزيه وتقويه ونكون، بإذن الله، قد ساهمنا ألاّ نحرمه منها- فتشجعوا وانتبهوا ولتقوَ قلوبكم يا جميع المتكلين على الرب.
مطران عكار وتوابعها
+بولس
نشرة البشارة
العدد 26 – في 25/6/1995

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share