الأحد الثاني والعشرون بعد العنصرة – الكنيسة والشباب
كلمة الراعي:
الكنيسة والشباب
أيها الأحباء
لا بد إلا وان لُفت انتباهنا في بيان المجمع الانطاكي المقدس المنعقد في دير سيدة البلمند بين 16 و22 تشرين الأول الماضي انه ورد بين المقررات المتخذة واشراك الشباب الأرثوذكسي في برنامج التعليم الديني في مؤسساتنا التربوية.
وهذا الكلام يعبّر عن رغبة خالصة وأكيدة لدى غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع الكلي الطهر والجزيل الاحترام والسادة الأجلاء أعضاء المجمع الانطاكي المقدس بأن يُهتم بالشباب اهتمام كبير وهذا يعني:
أولاً: ان نفهم الأهمية المعطاة لهم بقوة كلمة الله القادرة ان تبنيهم وتثبتهم- ألم يقل الرسول يوحنا الانجيلي في رسالته الأولى الجامعة. “كتبت اليكم أيها الأحداث (الشبان) لأنكم أقوياء ولأن كلمة الله ثابتة فيكم”.
ان قوة الشباب المرتكزة على كلمة الله الثابتة فيهم تصبح قادرة ان تتجاوز الحدود المادية المفروضة من عالم محدود في مفهومه لا يستطيع ان يحصل على آفاق لا متناهية يمنحه اياها الله وحده واليها يدعوه دائماً الاَّ بالنعمة الالهية التي تحيي الشباب في الانسان وتعطيه ان يكون شباباً أبدياً ولذلك أعار المجمع المقدس هذا الاهتمام بالشباب كل عنايته فطلب منهم الاشتراك في التعليم الديني أي ان يدخلوا في صميم التأمل بالحياة التي يعطيها الرب للذين يبتغون وجهه القدوس فيصبحون حاملي النور الذي لا يغرب الى النفوس المتعطشة اليه في مؤسساتنا التربوية وكنائسنا التي تفقد معنى وجودها بدونه. هناك لفتة مهمة الى الشاب الذي أتى الرب يسوع سائلاً اياه: “ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية” فأحبه المعلم الالهي الصالح وحده من أجل هذه اللهفة الى الحياة الحقيقية وأجابه بأنه ينبغي له ليحصل على الحياة ألاَّ تقف في طريق طموحه هذا أموال كثيرة كان قد اجتناها ولم يستطع الشاب ان يتجاوزها فمضى حزيناً وكأن الأجنحة التي كان يريد ان يطير بها قد انكسرت ولكن ما هو غير مستطاع عند الناس مستطاع لدى الله، فلنتأكد ان نعمة الله لن تترك شبابنا ولنا أمثلة كثيرة في القوة غير الاعتيادية التي تعطيهم ايّاها والكنيسة المقدسة اذ تعتبر انه من واجبها الأساسي ان تهتم بهم تقول لهم لا تخافوا فإن قوة شبابكم المؤسسة على الرب لن تتزعزع أبداً ثقوا به فيمنحكم شباباً أبدياً. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+بولس
نشرة البشارة
العدد 46 – في 12/11/1995