الأحد التاسع والعشرون بعد العنصرة – الــراعـــي

mjoa Friday July 10, 2015 171

الأحد التاسع والعشرون بعد العنصرة – الــراعـــي

كلمة الراعي:
الــراعـــي
في هذا الشهر الذي نقترب فيه يوماً بعد يوم من عيد ميلاد “الراعي الالهي” ربنا يسوع المسيح، فها نحن نمرّ على أعياد لرعاة أُقيموا من بين البشر وهم يحملون باستمرار أوزار ضعفاتهم ولكنهم يتكلون على من يرسل اليهم “النعمة الالهية التي في كل حين للمرضى تشفي وللناقصين تكمّل” فتنتدبهم، مع كل أمراضهم الجسدية والروحية ومع كل نواقصهم، للدخول الى قدس الأقداس وهم يسيرون وراء سيدهم الأوحد وراعي الخراف الأمين الذي عبر الحجاب (حجاب الهيكل) حاملاً ليس دم تيوس ومعزٍ وعجول بل دمه الخاص ليصنع به فداءً أبدياً.

فتذكرنا في السادس من شهر كانون الأول أبانا الجليل في القديسين نيقولاوس أسقف ميراليكية العجائبي الذي أظهرته أفعال الحق لرعيته قانوناً للايمان وصورة للوداعة ومعلماً للامساك فأحرز بالتواضع الرفعة وبالمسكنة الغنى وكان هاجسه “الانسان” الواقف أمامه في كل حاجاته وحتى بعد الموت ظهر للملك يؤنبه على تصرفه الجائر ويطلب منه أن يرفع الظلم عن محكومين من قبله فأذعن الملك برعدة الى هذا الطلب.
وورد في السابع من شهر كانون الاول عيد أبينا الجليل القديس أمبروسيوس أسقف ميلان الذي انتصب أمام الامبراطور ثيودوسيوس الآمر بمجزرة وقتل، فوقف هذا الاسقف أمام أرفع سلطة في العالم ليقول بصدق لصاحبها: لن أتقبل قرابينك لأنقلها الى المذبح المقدس لأن يدك مغموستان في الدم. تصوروا هذه القوة التي يعطيها الرب لخدّامه لكي لا يساوموا أبداً في أمور الله المتعلقة بكرامة الانسان دائماً.
وتذكرنا في الثاني عشر من هذا الشهر أبانا الجليل في القديسين القديس اسبيريدون اسقف تريميثوس الذي نقلته النعمة الالهية من رعاية الغنم الحيوانية الى رعاية القطيع الالهي، قطيع البشر الذي دعي عليه اسم الحمل القدوس فاشترك في رفع الظلم عن الناس وفي إبعاد الهرطقة المُسِمَّة للناس. فاشترك في أعمال المجمع المسكوني الاول الذي انعقد في مدينة نيقية سنة 325 ودافع عن الايمان وحافظ على خراف قطيع حي سلِّم له بنعمة الله.
كم رحمة الله عظيمة! هي التي تنتدب أناساً ضعفاء ليشاركوا في توزيع رحمة الله وتثبيت الناس في محبته. كم عظيم هو الراعي الالهي الذي يستطيع أن يستغني عنّا ولكنه لا يفعل ذلك كونه الراعي الصالح الذي ينادي خرافه بأسمائها ويسير قدامها وهي وراءه وتتعزى بندائه لأنه ينقلها الى مراعي الخلاص.
أَهَّلنا الراعي الالهي أن نخدم مذبحه لأننا سنعطي حساباً عن ذلك عندما نقف أمامه.
أَهَّلنا أن ننتبه الى خدمتنا بنعمة الله وبمساهمة صلواتكم- أيها الآباء والابناء الاحباء- لأن صلاة الايمان تشفي المريض أي نحن وإن كانت فينا خطايا تُغفر لنا بدم الهي سفكه الراعي الالهي، فصلاتكم ستكون مقتدرة كثيراً بفعلها.
أهلنا الرب أن نصل الى مِزوَدِ الراعي الالهي لكي نسجد له معاً فترفعنا أجواق الملائكة الى الترتيل السماوي- آمين.
مطران عكار وتوابعها
         +بولس

نشرة البشارة
العدد 51 – في 17/12/1995

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share