رسالة رعائية – المطران بولس (بندلي)
الى قدس الآباء الأجلاء والشمامسة الورعين وأبنائنا المحبوبين بالرب في أبرشية عكار وتوابعها المحروسة بالله.
نعمة وسلام لكم بالرب يسوع المسيح الناهض من بين الأموات. نشكر الله معكم من أجل كل نعمة أعطيناها وخاصة خلال الصوم الأربعيني المقدس والمشع بأنوار القيامة المقدسة. نشكره من أجل كل تقديس أعطيناه في مسيرتنا الخلاصية. نشكره من أجل الفرح الذي غمرنا لإنشادنا أناشيد النصر والظفر الحاصلين بقيامة السيد غالب الموت.
لكن أسبوع الآلام الخلاصية رافقته آلام أبناء شعبنا في الجنوب والبقاع الغربي وبيروت وأماكن أخرى في بلدنا الحبيب ولا تزال هذه الآلام مستمرة ومآسي القتل -قتل الأبرياء- والتهجير والرعب الناتج عنها مخيمة على أحباء لنا يعدّون بمئات الآلاف.
لقد قال توما لبقية التلاميذ: “ان لم أعاين أثر المسامير في يديه وأضع اصبعي في أثر المسامير وأضع يدي في جنبه (أي جنب السيد) لا أؤمن” (يوحنا25:20) فظهر الرب فيما بعد لبقية التلاميذ ولتوما معهم ليقول لهذا الأخير: “هات اصبعك الى هنا وانظر يديّ وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً” (يوحنا27:20) فأكد له أنه لم يتعرف على جراحه ويلمسها بيده لن يصل الى الايمان بالقيامة المحيية المنقذة من الموت!…
أيها الأحباء،
– نحن مدعوون أن نتلمّس جراح الاخوة لكي نعرف قوة السيد الناهض من بين الأموات!…
– نحن مدعوون أن نتعرف على آلام الأحباء المشاركين حقاً في آلام السيد لكي نتمكن من السجود لآلامه الخلاصية.
– نحن مدعوون أن نرافق اخوتنا المتألمين على درب الجلجلة لكي نسمع صوت الرب الناهض يقول لنا كما لتلميذي عمواس “أما كان ينبغي للمسيح أن يتألم (من أجل العالم) ليدخل المجد الذي كان له قبل كون العالم”.
– نحن مدعوون أن نُظهر محبتنا المشارِكة ليس بالكلام لكن بالفعل لأن الآلام والقيامة لم تكن يوماً ما كلاماً بل فعلاً ثبّت في العالم رجاء الخلاص.
– نحن مدعوون للمشاركة كل حسب طاقته، وفلس الأرملة نال مدح السيد له والعطاء مستمد ممّن هو مصدر كل عطية صالحة وكل موهبة كاملة.
لذلك تجدون دار المطرانية مفتوحة أمام عطاءاتكم التي نعرف سلفاً اندفاعكم لها، لكي ننقلها بدورنا الى المراجع المختصة الساهرة على ايصالها لمن يحتاج اليها وهم كثيرون.
أيها الأحباء ندعوكم لأمر مهم جداً” أن تجمعوا من بيوتكم بإشراف الآباء الأجلاء كل تقدمة عينية وخاصة ما يتعلّق بمواد غذائية وأدوات منزلية التي تبدو الحاجة اليها رئيسية دون اهمال أنواع أخرى من العطاء -فالله يحب العاطي المتهلل ومن يعطي أخاه يعطي الله نفسه.
كما أننا ندعو قدس الآباء ومجالس الرعايا والجمعيات الخيرية ووكالات الكنائس أن يخصصوا ما يُجمع في صواني يوم الأحد الجديد (أي اليوم) في الكنائس المقدسة لمساعدة الاخوة المتألمين ونحن مستعدون أن نستلم ما يُجمع من المبالغ في المطرانية لقاء إيصال يُنظم في دائرة المحاسبة فيها لكي ننقلها بدورنا الى المراجع الرسمية المشرفة على ذلك.
أيها الأحباء أهلكم الرب بهذا كله أن تنظروا بأعين الايمان الى آلام السيد في الاخوة فتهتفون مع توما “ربي والهي”.
الداعي لبنوتكم بالرب
مطران عكار وتوابعها
+بولس
نشرة البشارة
العدد 16 – في 21 نيسان 1996
الأحــد الجديد – أحد توما