أعطني هذا الغريب – المطران بولس (بندلي)

mjoa Wednesday October 28, 2015 165

أعطني هذا الغريب – المطران بولس (بندلي)
بهذا الكلام توجه يوسف الرامي إلى بيلاطس الذي حَكَمَ على الرب يسوع بالموت.
بهذا الكلام أتى من كان لا يجرؤ أن يعلن إيمانه بالرب قبل الصلب والموت. فتجرأ الآن أن يعلن ايمانه بالمصلوب الالهي المائت من أجل خطايا العالم!
يا للمفارقة الغريبة!
من المألوف عادةً أن يتقوى انسان بانسان آخر “حي” فيعلن ولاءه له وثقته بقوته.

أما هنا فلنا أعلان لولاءٍ لميتٍ وهو أضعف ما يمكن أن يكون بين البشر لأنه في وضع “اللاوجود” حسب قاموس البشر.
لكن الميت الذي يتجاسر أن يدخل يوسف ليطلبه من بيلاطس لم يكن ميتاً اعتيادياً والرب يسوع الحامل كل سمات آلام البشر في جسده كان داخلاً مملكته الموت لكي يفجّر القبور وينهض الموتى بقيامته المجيدة.
ولذلك دخل يوسف على بيلاطس ليطلب جسد هذا الغريب.
والآن أتانا من يحمل سمات آلام البشر! الآن أتانا الذين شردوا من منازلهم! وازدوجت المأساة بالأحباء الذين اضطروا أن يتركوا قسراً ليبيريا- فأتوا إلى رحبه العزيزة، إنهم من الأحباء الذين لم ينسوا أبداً ولا نسوا مؤسساتنا، سندونا بمحبتهم الكبيرة وأبرشيتنا ومؤسساتها مدينة لهم بالكثير، هل ننسى تبرعاتهم السخية والاحاطة التي أحاطونا بها في زيارتنا اليهم في تموز 1986- لن نستحي بآلامهم كما هم لم يستحوا بنا. سنجرأ لنقول لهم انكم أنتم المُفضِلون فاسمحوا لنا أن نشارككم المأساة كما شاركتمونا الحاجة الماسة في أيام البلد الحالكة حيث أحييتم فينا الرجاء.
والرب الحامل آلامنا ليكن معكم ومع أهل جنوبنا وأهل بقاعنا الغربي-
ليقوِ الرب سواعد المخلصين لكي لا نستحي بمن حملوا سمات الرب الفادي وليقونا الرب لنجرؤ فندخل على كل انسان: أعطنا أحباءنا لكي نضمهم إلى صدورنا كما ضم يوسف الرامي الرب على صدره فصرخ أسبح آلامك الخلاصية وأمجد قيامتك المقدسة- آمين.
مطران عكار وتوابعها
+بولس

نشرة البشارة
العدد 17 – في 28 نيسان 1996
أحــد حاملات الطيب

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share