الروح القدس – المطران بولس (بندلي)
أيها الأحباء،
في اليوم الخمسين،
في عيد حلول الروح المعزي،
نتذكر كلام الرب يسوع لتلاميذه: لا أترككم يتامى، انني أرسل اليكم معزياً آخراً، فالذي افتقدنا من العلاء لينير ظلمتنا والذي تألم ومات من أجلنا ومن أجل العالم أجمع والذي قام من بين الأموات دائساً الموت بموته ليحيينا معه في حياة أبدية ننال به غلبة نهائية على الموت، والذي صعد الى السماوات بعد أن أكمل التدبير الذي من أجلنا وجعل الذين على الأرض متحدين بالسماويين فوعدنا أنه سيبقى معنا الى انقضاء الدهر،
هذا الاله الرب المتجسد من أجلنا لكي يحيي الرجاء فينا، ها هو يحقق وعده بأن يرافق عالماً افتداه بدم الهي، ها هو يرسل الروح الكلي قدسه على تلاميذه، ها هم يلتهبون، واذ يحل الروح القدس على أناس خائفين ومن أجل خوفهم متقوقعين على أنفسهم، ها هو يفتح لهم آفاق نقل البشارة الى أولئك الذين كانوا يخافونهم فيخترقون بنعمته الحواجز التي تفصلهم عن الآخرين، عن كل الذين كانوا بعيدين عن نعمة الله، ليقولوا لهم الحقيقة الثابتة وحدها: “يسوع الذي صلبتموه، قام من بين الأموات، ونحن شهود لذلك”.
في هذا العيد الخمسيني العظيم فلنطلب رحمة الهنا، فلنطلب اليه أن نخرق الحواجز التي تفصلنا عن الآخرين، كل البشر دون استثناء،
فلنطلب من الروح المعزي أن يعزي قلوبنا وقلوب الناس أجمعين،
فلنطلب منه أن يحل فينا ويطهرنا من كل دنس،
انه الملك السماوي،
فلنطلب اليه أن يملأنا من مواهبه الغزيرة وأن يجعل ثماره يانعة في حياتنا،
فلنطلب منه الا يترك العالم، ففي الخلق كان الروح يرفرف فوق العالم، فلنتوسل اليه أن يبقى معنا دائماً وكما جمع أولئك الذين لم يكن ممكناً أن يجتمعوا فلنرجوه قائلين: اجعل فينا أيها الروح القدس قلباً نقياً ولغة قلب واحدة يجعلنا ننتصر على بلبلة الألسنة الناتجة عن الخطيئة والبغض والكبرياء، لنمجد روحاً قدوساً واحداً مسجوداً له مع الآب والابن. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+بولس
نشرة البشارة
العدد 22 – في 2 حزيران 1996
أحد العنصرة