“غيرة بيتك أكلتني ” – المطران بولس (بندلي)
عيَّدت الكنيسة المقدسة للغيور الذي وقف أمام امرأة وثنية تريد أن تُدخل عبادة الأصنام إلى قدس أقداس إيمان البشر بالاله الحي. وما كان من الطاغية الفاجرة إلاّ وأن طردته ولاحقته وسعت أن تدفعه الى الموت ولكنَّه حيثما حلَّ كان يردِّد: “غيرت غرت للرب” وكان يقول دوماً: حيّ هو الله الذي أنا واقف أمامه”.
يجدر بنا أن نتذكَّر هذه الغيرة للاله الحي مقابل أصنام هذا العالم -إنها كثيرة وتأخذ أشكالاً مختلفة- علينا أن ننتبه.
التحدي الذي عاشه إيليا تحدٍّ مستمر -إنه الخيار المطروح أمامنا بين أصنام الظلمة وبين اله النور.
أصنام جذابة كالذهب الكاذب – هل نقبل أن يجذبنا بريقها المزيَّف؟
نحن مدعوون أن نصرخ مع إيليا: “حي هو الله الذي أنا واقف أمامه” – ليس لنا إله سواه – الأصنام الغاشة تزول لأنَّها في الأساس غير موجودة، أما إلهنا الحي فهو ملكنا إلى الدهور – ملكه ليس من ممالك هذا العالم، ملكه ملك فداء وخلاص صنعها في وسط الارض.
أيُّها الأحبّاء، يا هياكل الله الحي!… أنتم مدعوون أن تغاروا غيرة إيليا، أنتم مثله ستقولون لمن يحاول أن يدخل عبادة أخرى إلى حياتكم: “لا نعبد سوى إله السماء والارض ولن يكون في قلوبنا إلاّ هو، ولن يكون ولاء في حياتنا إلاّ له”.
وستضيفون قائلين: “لا نعرف يا رب إلهاً سواك، فأهِّلنا أن ندخل بيتك ونسجد، بالروح والحق، في هيكل قدسك.
أهِّلنا يا رب أن نعرفك إلهاً حياً لنصرخ إليك: حي هو الله الذي أنا واقف أمامه -سنقف، يا رب، أمام نعمة رحمتك ونطلب منك يا سيِّد أن تجعل في قلوبنا غيرة بيتك، تتأجَّج فينا، إنك تريدنا حارين، فاضرم فينا نار محبتك.
أيُّها السيِّد القدوس، أغرس فينا حرارة لنحافظ على هيكلك الذي ارتضيت أن نكونه لك، اجعلنا نفكر بهياكل بشرية ارتضيتها في الاخوة الآخرين واجعل فينا غيرة ايليا في المحافظة على هيكلك فيهم، أعطنا دون مساومة، أن نحافظ على اللطف الذي فيك وكشفته لايليا فأعلنت له أنك في النسيم العليل الذي يكاد ألاّ نشعر به ولكنه يحيينا – أعطنا أن نفهم ذلك ونعيشه، فنحمل صليبك في الاخوة فتصل بنا نعمتك الى أنوار القيامة.
نعرف أنَّ جهاد الغيرة اللطيفة يكلّفنا عناء الصليب ولكننا نعرف أنَّ صليبك الذي حدثت موسى وايليا في تجليك البهي سيكون مطلاً على قيامة منيرة نسألك يا رب أن تؤهلنا لها بشفاعة غيورك إيليا. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+ بولس
نشرة البشارة
العدد 29 – في 21 تمـّـــوز 1996
الأحـــد السابع بعد العنصرة