ميلاد العذراء الكلية القداسة – المطران بولس (بندلي)
في هذا اليوم الواقع في الثامن من شهر أيلول تعيّد الكنيسة المقدسة لميلاد العذراء الكلية القداسة والدائمة البتولية مريم.
اننا نصرخ نحوها قائلين: “ميلادك يا والدة الاله بشّر بالفرح لكل المسكونة لأنه منك أشرق شمس العدل المسيح الهنا فحل اللعنة ووهب البركة وأبطل الموت ومنحنا حياة أبدية”.
ان الكنيسة لا تحتفل بعيد ميلاد العذراء كما نحتفل بأي عيد ميلاد بشري -عيد ميلاد انسان يُحتفل به عادة كنهاية عام انقضى وكأنه يذكر بأن سنة جديدة من العمر تبتدئ ليجعلنا نقترب تدريجياً من نهاية سنواتنا وكأن عيد ميلاد ينذر بنهاية حياة.
أما عيد ميلاد العذراء فنعلن فيه أن المولود منها الرب يسوع المسيح -شمس العدل- قد “أبطل الموت” بموته ومنحنا حياة أبدية أي أننا اذا “ركزنا حياتنا” على موته وقيامته لا تعود حياتنا تعد بسنوات تجعلنا نقترب سنة بعد سنة من الموت بل تدخل كل سنواتنا في عداد سنوات ليس لها حد في تعدادها كونها الحياة التي لا تنتهي بل تتجدد دوماً بنعمة من هو “الحياة” و”الطريق” المؤدية الى الحياة و”الحق” المعلن هذه الحياة لكل من يؤمن به -ألم يقل بطرس الرسول للرب “الى من نذهب يا رب، عندك كلمات الحياة” فإلى من نذهب يا رب، دونك حياتنا لا طعم لها سوى طعم الموت، معك نثبت في الحياة والحياة فيك حياة أبدية لأنك أبطلت الموت لكي تمنحنا اياها فإذا ما ثَبَتْنا فيك، نثبت في الحياة ولا نخاف الموت أما اللعنة التي دخلت الينا بسبب خطيئة الجد الاول آدم قد أُبطلت “بآدم الثاني” الرب يسوع المسيح المولود من العذراء الكلية القداسة والبركة التي مُنحت للجنس البشري والتي حُجبت عنه بسبب بعده بالخطيئة عن الله ها هي توهب من جديد بمن أصبح “لعنة من أجلنا” لكي يمنحنا بركة وُعدنا بها بابراهيم أب الايمان اذ قيل له أنه “بنسله” أي الرب يسوع المولود من العذراء التي نعيّد لميلادها في هذا اليوم.
أيها الأحباء نطلب شفاعة العذراء الكلية القداسة لكي تجعلنا واياكم بنعمة ابنها نعيش كأبناء البركة السماوية ونصل بها الى الحياة الأبدية. آمين..
مطران عكار وتوابعها
+ بولس
نشرة البشارة
العدد 36 – في 8 أيلول 1996
الأحـــد قبل رفع الصليب