كلمة راعي الأبرشية في افتتاح المحاضرات الطبية – المطران بولس (بندلي)
التي قدمت بتاريخ 15/10/96 في قاعة عطوفة النائب الأستاذ عصام فارس في المدرسة الوطنية الأرثوذكسية ودعا اليها مركز القديس بولس للخدمات الشاملة مع مؤسسة فارس الكريمة
أيها الأحباء،
لقد ورد في الكتاب المقدس: “باركهم الله وقال لهم: انموا واكثروا واملأوا الأرض” (تكوين28:1).
وفي مكان آخر قال الرب يسوع المسيح في انجيل يوحنا: “فالمرأة تحزن وهي تلد لأن ساعتها جاءت فإذا ولدت تنسى أوجاعها لفرحها بولادة انسان في العالم” (يوحنا21:16).
لمن دواعي سرورنا أن يأتي الى منطقتنا الحبيبة قسم من أولئك المشاهير في الطب الذين يشاركون في المؤتمر اللبناني الأوروبي الثاني المنعقد في مستشفى القديس جاورجيوس في بيروت بين الثالث عشر من هذا الشهر والسادس عشر منه وتتناول أبحاثه “الطب ما حول الولادة” والذي نظمته الجمعية اللبنانية “للطب ما حول الولادة” بإشراف مستشفى القديس جاورجيوس الزاهر الذي نفتخر أن يكون مركزنا مركز القديس بولس للخدمات الشاملة مرتبطاً به ارتباطاً وثيقاً.
ويذكرنا موضوع هذا المؤتمر بالآيات الكريمة الواردة في الكتاب المقدس حيث يبارك الله الانسان المخلوق ويكلّفه بأن يسهر على أن تتم مقاصده الالهية في خلق الانسان على صورته ومثاله كما أكد سيادة أخينا المتروبوليت الياس عودة راعي أبرشية بيروت وتوابعها الجزيل الاحترام في الكلمة الملهمة التي قالها مساء يوم الأحد الماضي في حفل افتتاح المؤتمر في بيروت برعاية فخامة رئيس بلدنا المفدّى الأستاذ الياس الهراوي.
وهذه البركة الالهية التي وحدها تضمن الاكثار والنمو للجنس البشري تدخله في خط لا بد له الاّ أن يمر بطريق الأوجاع والآلام التي ترافق الحمل والولادة ولكنها تصب بفرح ناتج عن ولادة انسان في هذا العالم. وكأننا بالمؤتمر الكريم هذا يرافق الحياة البشرية في آلامها وتطلعات الرجاء فيها الى فرح لولادة الانسان الذي يصبح كما جاء في كلام سيادة الأخ الحبيب ملاك أبرشية بيروت محوراً للإهتمام به وهذا كله بفضل الرب الذي يعطي الطبيب أن يعمل على الرجاء بأن عمله من أجل “الانسان” لا بد له الاّ وأن يثمر بنعمة الله القدوس.
انها مناسبة شكر جزيل لله على بركة هذا اللقاء، وشكر لمستشفى القديس جاورجيوس وعلى رأسه سيادة المتروبوليت الياس والذين نظموا هذا المؤتمر والذين اشتركوا فيه من بلاد يقارب عددها العشرين بلداً، شكر لمؤسسة فارس الكريمة التي بأمانتها الاعتيادية مكّنت أن تنقل هذه اللقاءات الكريمة الى قاعة عطوفة النائب الكريم والمحسن الكبير الأستاذ عصام فارس في مدرستنا الوطنية الأرثوذكسية في عكار وهكذا أكدت وجود هذا القضاء الحبيب على خارطة لبناننا الحبيب.
نوجه شكراً جزيلاً حاراً نابعاً من أعماق قلوبنا، باسم الحاضرين هنا، الى المشاهير الطبية الذين شرفونا شرفاً كبيراً بمجيئهم لزيارة منطقة محرومة كفاية ولكنها ستحفظ في ضمير أهاليها ذكرى مؤثرة لبعد ظهر وعشية لن ينسيا حيث أعطي لنا أن نتأمل الجهود البشرية التي تبذل في حقل الطب “ما حول الولادة” فتظهر بوضوح مقاصد الله في خلقه للانسان -شكراً وليحفظكم الرب.
مطران عكار وتوابعها
+ بولس
نشرة البشارة
العدد 43 – في 27 تشرين الأول 1996
الأحـــد الواحد والعشرون بعد العنصرة