الاستعداد للميلاد – المطران بولس (بندلي)

mjoa Wednesday October 28, 2015 139

الاستعداد للميلاد – المطران بولس (بندلي)

“الذي سيظهر بمشيئته طفلاً جديداً وهو الاله الذي قبل الدهور”
ها نحن في الأحد الذي يسبق مباشرة عيد ميلاد ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح -ها نحن نتابع التمجيد الحقيقي للذي سيظهر من أجلنا طفلاً جديداً. انه ينحدر بشرياً من سلالة “بشرية”  سمعنا تعداد بعض أسمائها في انجيل هذا النهار وهو “أحد النسبة”

وفيه يُعرض أمامنا النسب القديم لهذا الطفل الجديد. ونلاحظ أن هذا النسب ممتد بين ابراهيم “الذي آمن بالله فحُسب له هذا الايمان براً” وبين يوسف “خطيب مريم التي منها وُلد المسيح” -ها الطفل الجديد يلد من أجداد بشريين لم يخلوا من الخطايا الناتجة عن الضعف البشري، ها هو لا يستحي من الزنى الوارد عند البشر ويأتي اليهم ليصير شبيهاً بهم في كل شيء ما عدا الخطيئة، حتى اذا تنازل أن يُجرَّب مثلهم يؤكد لهم سلطانه أن ينجيهم من التجارب اذا ما قبلوا به مخلصاً وفادياً.
وهذا الخلاص لن يكون ممكناً الاّ اذا وعى الانسان المسافة التي قطعها نحو الاله الأزلي “الذي  قبل الدهور” الذي غامر من أجل خلاصه فهرع اليه وانسكب في مجرى تاريخه البشري الملطخ بالخطايا، مدفوعاً الى ذلك بفرط تحننه نحو من خلقه على صورته ومثاله فأراد أن يتشبه به ليعيد له صورة الجمال القديم.
هذا هو الهنا الآتي الينا فهل نحاول أن نستعد لميلاده بقلوب خاشعة تدرك أنها محبوبة بالرغم من خطاياها، غير مستحية بمن لا يستحي بها، مدركة أنه يترتب عليها اذا شاءت أن تنال خلاصها، أن تدنو من ذاك الذي يقطع المسافات اللا متناهية لكي يأتي اليها، فنصرخ قائلين: “المسيح وُلد فمجدوه، المسيح أتى من السماوات فاستقبلوه، المسيح على الأرض فارتفعوا، رتلي للرب أيتها الأرض كلها ويا شعوب سبحوه بابتهاج لأنه قد تمجد”.
أهلنا يا رب أن نسجد لميلادك بيننا أيها الطفل الجديد يا من هو الاله الذي قبل الدهور. آمين.

مطران عكار وتوابعها
+ بولس

نشرة البشارة
العدد 51 – في 22 كانون الأول 1996

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share