مركز جبل لبنان يحتفل بعيد الحركة الـ 74 في كنيسة القديس أنطونيوس فرن الشباك.
“أخذتم الحركة وديعةً، حافظوا عليها لأن الرب سيسألُكم إن كنتم مُخلصين” المطران جورج خضر. بهذه الجملة اختتم المطران جورج خضر كلمته إلى الحركيين في المؤتمر الثاني والأربعين للحركة، فأتت هذه الكلمة لتحفر في قلب وعقل كل حركي الذين أخذوا الحركة وديعةً بين أيديهم.
وفي ذكرى التأسيس الرابعة بعد السبعين أبى مركز جبل لبنان إلا أن يحتفل مع ملاك الأبرشية سيادة المطران جورج خضر بذكرى التأسيس وبدء المسيرة النهضوية ويقول أعضاؤهُ أنهم اخذوا فعلًا الحركة وديعةً بين أيديهم وهم حاضرون ليُسألوا عنها. لذا اجتمع نهار السبت في 12 آذار 2016 أكثر من 300 حركي؛ أتوا من كافة الفروع في المركز ليُقيموا هذا العيد في كنيسة القديس انطونيوس الكبير في فرن الشباك.
بدأ الإحتفال عند الساعة 6 مساءً بصلاة الغروب برئاسة المطران جورج وبحضور لفيفٍ من كهنة الأبرشية. عند الوصول استُقبل المُحتفلون بحاجز محبة، حيث أخذوا الصور التذكارية ضمن إطار طُبع للمناسبة، قبل الدخول إلى الكنيسة. بعد الصلاة كلمة من الأخ إيلي الهبر رئيس فرع فرن الشباك، رحب بها بالحضور، مُشددًا على أهمية الذكرى الرابعة والسبعين، مُذكرًا الحضور بالآية الكتابية: “إن لم يبنِ الربُ البيتَ فباطلاً يتعب البناؤون”. ومن ثم قدّمتْ الجوقة بقيادة الأخ عماد عواد باقةً من الأناشيد مثل “الربُ راعيّ” ، نشيد مركز الجبل، ونشيد الحركة . تخللَ عرضُ الأناشيد إلقاء كلمتين من كلٍ من الأخت سابين عبد الكريم والأخ انطوان ياسمين. وكانا صوت الشباب في اللقاء.
ومن بعدها عُرض فيلم أعدته لجنةُ الهوية النهضوية في الأمانة العامة، عن تأسيس الحركة من خلال استعراض مُقتطفات من كلمات المُؤسسين. كما أعدت اللجنة المُنظمة عرضًا صوريًا بصريًا عن أنشطة المركز ومؤتمراته منذ تأسيسه، وأنشدت الجوقة خلال العرض نشيدَ الحركة.
أخيرًا قدّم عريفُ الحفل الأخ ايلي الهبر المطران جورج ومما قالَه: “تساميْتَ سيدي أعلى مِنْ كلِّ تقديمٍ. … نجدُ الصَّمْتَ أجدى في حضورِكَ. حدِّثْنا كيفَ نُحافظُ على شبابِنا …. قلْ لنا كلمةَ حياةٍ فكلُّ كلمةٍ تخرجُ من فمِكَ، حياةٌ”. على وقع هذه الكلمات تقدّم ملاك ابرشية جبل لبنان الى المِنصة وخاطب الحضور حول معاني هذا العيد ومُشددًا على أولوية الكلمة وحده في حياتنا. وعن التأسيس طلب المطران جورج أن يكون كلُ واحدٍ من الحاضرين مُؤسِسًا إذ قال ..” من كان روحُ الربِ فيه هو يجعلُه مؤسِسًا لهذه الحركة..”.
بعدها شكر عريف الحفل كل من عمل لإنجاح هذا اللقاء (وما أكثرُهم) وخاصة “Télé lumière نور الشباب” التي صورت اللقاء كاملًا.
خرج الجميعُ من الكنيسة ليتحلقوا حول المطران جورج ويقطعوا معه قالب حلوى رُسم عليه شعار الحركة، أخذوا صورة جماعية وتبادلوا التهاني في هذا العيد وانصرفوا كلٌ في طريقه مُتعهدين الحفاظ على الوديعة وسالكين طريق الإنجيل وحدها كما أوصاهم راعي الاحتفال.
يشكُرُ مركز جبل لبنان اللجنة المُنظمة وخاصة فرع فرن الشباك المُضيف وعلى رأسه الأخ إيلي الهبر الذي عمل على أدق تفاصيل النشاط.
يُمكن قراءة الكلمات كاملةً في ما يلي:
كلمة الأخ إيلي الهبر: “إن لم يبن الرب البيت فباطلاً يتعب البناؤون”
“إن لم يبن الرب البيت فباطلاً يتعب البناؤون”
أربع وسبعون سنة مرّت والرب يبني البيت. أربع وسبعون سنة من محبة الرب الذي افتدانا بدمه.
أربع وسبعون سنة مرت والسراج على المنارة يضيء للجميع.
أربع وسبعون سنة مرت والوزنات تتخمر وتنضج عطاءً وتضحية.
الحركة روح تتحرك باتجاه الله وهي تراه في كل مخلوق لأنه على صورته ومثاله.
الحركة حياة. هي التفاعل والتمسك بالإنجيل. هي أن نعيشه وننشره في كل ظروف حياتنا. هي جسر يعبر منه الإنسان ليعاين وجه الخالق في المخلوق.
طريقها الى المسيح تمر بالقريب، ومقياس حكمها هو المحبة.
نحن أقوياء بالحق وبالمحبة، التي قال عنها بولس الرسول “لن تسقط أبداً”. فأوصلت أمانة حملها لنا المؤسسون.
عيدنا اليوم يعني ألا نتكل على ما كنا عليه بالأمس وأمجاده، ولا نرضخ لأخطائنا وهفواتنا، لا بل علينا أن نجري بشكل مستمر نقداً ذاتياً مرتكزاً على التجدد بالصلاة ومعرفة الإنجيل. فنحن أعضاءَ بجسد الكنيسة. هي ليست حجارة أو مجرد ذكريات. هي امتداد حياة وشراكة وقداسة.
سيدي أقتبس من كلاكم عن الحركة وأقول “إن حركَتنا المسيحية الحية لا تُحد ولا تُدرك بالقياس الى كل الأشياء الحيّة. ولكن الإنسان يحياها ويعرفها من الداخل. هناك فهمٌ للحركة لا يتم إلا كما يتم إدراك السر. كل ما قيل عنها وما سيُقال، بل كل ما تقوم به من أعمال ليس سوى تعبير خارجي ناقص للينبوع الذي انحدرنا منه. لذلك لا تؤدي اللغة الى معرفة طريقنا. انها فقط إعلام لطريقٍ لا تُدرك الى بالحب”.
كلمة الأُخت سابين عبد الكريم:
“اخوتي تُقبلونَ على الحركةِ كما جاءَتْ أي كما نَزَلَتْ مِنَ اللهِ، هذا شرطُ اهتمامِكُم بها، إنْ لم تعرِفوها من الربِّ لا تهتموا بها إطلاقاً، لكنْ إنْ عَرَفتموها منهُ، يجبُ أن تحافظوا عليها، مع ذلِك أنْ تدرُسوا ما قامَتْ به وما قالتْهُ وما كتبَتْهُ. هي موجودةٌ، لا يخترعُها أحدٌ من خيالِهِ، فتُقبلونَ عليها كما عَرَفَتْ نفسَها وما عرفَتهُ أولاً وجهَ المسيحِ ولا يضافُ عليهِ شيءٌ. فإذا أقبلتُم على وجهِهِ تعرفونها. وفي الرابعِ والسبعين من سنديانةِ الحركةِ نفهَمُ بحضوركُم أنَّ من جَرَحَهُ عِشقُ المسيحِ لن يُشفى منهُ أبدًا.
إذا سلَّم إليك إنسانٌ وديعةً، هو يأملُ أن تحافظَ عليها. نحن لا نحافظُ على وجوهٍ، تخطيناهم إلى وجهِهِ الحبيبِ الأحدِ، نحن لا نجئُ إلَّا من جرنٍ ألبَسَنا المسيحَ، فعمَّدَنا بدورنا الجهلَ والكرهَ، إلى إستقامةٍ ومحبةٍ. وبِتَسَّلُمِنا هذه الوديعةِ نؤكِّدُ على أمرينِ، الأولُّ بأنَّنا أعضاءٌ أحياءَ لا مجردَ مسيحيون بالإسمِ، والثاني انَّنا لا نؤمنُ باللهِ فقط، بل نودُّ أن نعيشَهُ، نشعرُ بوجودِهِ، أنْ نعاينَهُ.”
كلمة الأخ انطوان ياسمين:
“الحركةُ هي الوعي بأنَّنا لا نقدِرُ أنْ نعيشَ على الجهلِ الذي كانَ سائداً في أوساطِنا، على جهلِ الإيمانِ والحياةِ الروحيّةِ، وهو الإرادةُ أنْ ننّفِذَ كلمةَ اللهِ فلا تبقى سجينةَ الكتبِ ولكنْ تصيُر حياةً في كل واحدٍ منا. المسيحُ يُعاشُ هنا على الأرضِ ولا يبقى في السماءِ كما هو في تصوّرِ الكثيرينَ. إذاً هي الإرادةُ أنْ تكونَ الكنيسةُ القائمةُ على الأرضِ هنا، في حيويّتِها ونشاطِها وفكرِها، أي تلك التي قَصَدَها يسوعُ وأسَّسها، هي شدُّ الأرضِ وأهلِ الأرضِ إلى كلمةِ المسيحِ وجعلُها مُنَفَّذةً لا مُردّدَةً فقط . الكلمةُ معيوشةٌ في قلوبِنا وألسنتِنا، الحركةُ تطابقُ الكلمةَ الإلهيةَ، ليصيرَ العيشُ المسيحيُّ هو الكلمةَ، أي نصيُر كلُّنا “تعبيَر اللهِ”.
الحركةُ تعني أنْ نجدِّدَ حياتَنا مع المسيحِ وأنْ نرتضيَّهُ دائماً سيداً على قلوبِنا ومانحاً ايَّانا حنانَهُ، الحركةُ نزولٌ أولاً علينا مِنَ الروحِ القدسِ وثانياً طاعةٌ له، وطاعةٌ بمشاركةِ الإخوةِ. أي انَّنا لسنا حركيينَ إلَّا إذا ضمَّينا الإخوةَ إليه، ودعيناهُم إلى دوامةِ الإخلاصِ لَهُ، وإلى رفضِ كلِّ عتاقةٍ في الكنيسةِ وكلِّ جمودٍ ليبقى اللهُ حيًّا فينا، فلا غنى عن أَحدٍ ولا إستهتارَ بأَحَدٍ الكلُّ معاً يتكاملونَ ويجدِّدونَ أنفسَهُم معاً كلَّ يومٍ وبالدرجةِ الأولى إذا عرفوا الكلمةَ القادرةَ أن تجعَلَهُم كلَّ يومٍ أحياءَ بيسوعِ المسيحِ ”
تقديم الأخ ايلي الهبر المطران جورج خضر:
“تساميْتَ سيدي أعلى مِنْ كلِّ تقديمٍ. باهِتٌ كلُّ كلامٍ فيك يا سيّدَ الكلامِ. نجدُ الصَّمْتَ أجدى في حضورِكَ. حدِّثْنا كيفَ نُحافظُ على شبابِنا وقد بلغَتْ حركتُكَ فينا عامَها الرابعَ بعدَ السبعين. حدِّثْنا كيف نتخطَّى الأحزانَ المحيطةَ بنا إلى الفرحِ المشتَهى. أَرْشِدنا إلى مصدرِ سلامِك. خُذْ بيَدِنا. شدِّدْنا. قلْ لنا كلمةَ حياةٍ فكلُّ كلمةٍ تخرجُ من فمِكَ، حياةٌ”.
كلمة المطران جورج خضر:
“نحن هنا لنُجدد عهد الحب ليسوع المسيح. اذ ليس لنا عهد اخر. ولا يصبح عتيقًا من عاش كثيرًا مع يسوع. يسوع هو الحياة الجديدة في كل منا فتى كان ام شاخ. ذلك ان يسوع هو الحياة.هو كل الحياة. ولا تزيد عليه كلمة واحدة. لانه هو الكلمة. وعنى الرسول يوحنا بذلك ان السيد هو الكلمة الاولى والاخيرة والدائمة لله الآب والكلمة الوحيدة لقلوبنا.
اذاً انتم في تقبل الحياة النازلة من يسوع بقوتها وبهائها. وما ادعيتم انكم تضيفون على هذا حرفا واحدا. لقد قال المسيح كل شيء عن الله. وكل شيء عن عمق الوجود ونحن ازاءه في تقبل ما قال وتجديد ما قال في نفوسنا.
لا تخافوا شيئا ولا احد. كل اشياء الدنيا تبقى عتيقة ومعظمها فاسد وتزول. كلمة يسوع وحدها هي التي لا تزول. ونحن نتجدد بها. وان كنا لما اهتدينا الى هذا التحرك لما سمينا انفسنا حركة، ما عنينا اننا نحن الذين نتحرك عنينا ان الروح القدس يتحرك فينا ويجعلنا ناسا جددا.
ماذا يبقى من هذه الحركة؟ هل هي تبقى؟ كيف تبقى؟ تبقى بالروح القدس او لا تكون. نحن بشر من لحم ودم وخطايا. نحن لسنا بشيء. ان اراد روح الرب ان يبقى ساكنا فينا نكون. وان اراد ان يتركنا بسبب من خطايانا لا نكون.
افهموا ان الرب يسوع هو وحده الحركة. هو انشأها ويجددها كل يوم في الاجيال العتيقة والاجيال الناشئة لانه يحبنا ويعرف اننا من محبته نجيئ لانه هو الاول والآخر. اي انه هو كل الوجود. هذه حركة المسيح. وما كانت يوما من انسان. كانت لكل انسان. ولكن ما جاءت من انسان. ان كنتم لا تفهمون ولا تثقون ان حركتكم نزلت من فوق بيعوها. لا قيمة لها. نتيجة ذلك انكم انتم آتون من فوق.
اعاننا الرب ان نبصر وجهه وحده. لا وجه سوى وجهه. كل الوجوه فانية. لا يبقى غير وجهك في الجلال والاكرام. كان الرب معنا جميعا يوما بعد يوم. هذا يعني ان تكونوا جددا كل يوم. لا ان تكونوا ورثة لايامكم السالفة. فيها خطايا ايامكم. انتم تصنعون الحركة لان الله يريدها آتية منكم. لا موروثة من الاسلاف. المؤسسون مات اكثرهم. والباقون يموتون قريبا. انتم المؤسسون. من كان روح الرب فيه هو يجعله مؤسسا لهذه الحركة. القديم ليس افضل من الجديد. ولا الجديد افضل من القديم.اسلكوا بالروح. وما يعطيكم الروح.
اسلكوا على هذه الطريق الإنجيلية وحدها. ترون حياة الله فيكم تتجدد.
المهم ان يتوب كل منا الى الله. ان يعرف نفسه فقيرا الى الرب. وان يدرب نفسه في المحبة الالهية. ان كنتم على هذا وبقيتم عليه تكون الحركة باقية. هي ليست مؤسسة ذهبت وتذهب. هي انتم ان كنتم للمسيح عاشقون.