سيامة الشماس بشارة عطالله
بِمُناسبة أحد الصليب الذي تحتفل الكنيسة بِتذكارِه في الأحد الثالث من الصوم ، وسيامة الأخ بشارة عطالله شماساً إنجيلياً وعيد جمعيّة نهضة السيِّدات، ترأس سِيادة راعي الأبرشيّة المطران أفرام كرياكوس الجزيل الإحترام صلاة السحر والقُداس الإلهي في كاتدرائية القدِّيس جاورجيوس- الزاهرية، بِمعاونة قُدس المُتقدم في الكهنة ابراهيم سرّوج وقدس الأب جبرائيل ياكومي وقدس الأب اسحق جريج وقدس الأب ابراهيم دُربلي والشمّاس برثانيوس أبو حيدر، وشارك في الترتيل جوقة الرعيّة مع بعض الأخوة مِن رعايا الأبرشيّة وذلك بِمُشاركة رئيسة مركز طرابلس الأخت ميرنا عبُّود ولفيف من الأخوة الحركيين من كافة الفروع ومؤمنين.
والشمّاس الجديد مُتزوج ولديه ولدين آليو وماريو، جندي مُتقاعد، حائز على شهادة من المركز الرعائي لِلتُراث الأبائي الأرثوذكسي- الإعداد اللاهوتي ومسؤول أُسرتي العاملين والعائلات في مركز طرابلس لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة.
وكانت لِسيادة المطران أفرام عِظة تطرق فيها الى أهميّة الصليب في خلاص نفوسِنا، مُشدِّداً على الشمّاس عطالله بأن يتعلم ويزداد غيرة على الكنيسة كي تأتي خدمته لائقة وبه يتمجد الربّ وكنيسته، وجاء فيها:
” بِاسْم الآب والأبن والروح القدس الإله الواحد آمين.
أيها الأحباء، نحن بفرحٍ كبير نُقيّم هذه الذبيحة الإلهية، أولاً لإعطاء هذه النعمة الإلهيّة للشمّاس بشارة عطالله وأيضاً للإحتِفال لِعيد جمعية نهضة السيِّدات وبخاصةٍ للإحتفال بعيد الصليب.
نحن نُردِّدُ في كلِّ أحدٍ، في كلِّ يوم قِيامةٍ وفي كلِّ عيدٍ لِلصليب المُقدَّس.
نقول ” وبالصليبِ قد أتى الفرحُ لِكُّلِ العالم.
هل حقيقةً نحن المسيحيّينَ نؤمنُ ونفرحُ بِصليب ربِّنا يسوع المسيح الذي أنجز خلاصنا على هذا العود المُحيّي، وبالصليبِ قد أتى الفرح لِكُلّ العالم؟
معروفٌ في الدُّنْيَا كُلِّها أن المَسيحيِّين يسجدونَ ويُكرِّمون الصليب، ولكن في الوقت نفسه نحن المَسيحيِّينَ نفتخِرُ بِصلِيبنا المُحيي.
دِيانتُنا هي ديانةُ فرحٍ.
هذا هو المُبتغى.
هذا ما أراده إلهُنا المُتجسِّد المسيح بِموتِهِ عَنَّا على الصليب.
هذا هو السِّرُ الْعَظِيم، ولَنا اليوم باختصار أن واحِداً مِنَّا يتقدَّمُ في حياتِهِ لِيحمٍلَ هذا الصليب، في حياتِهِ وفي كَنيستِه.
ونحن شِئْنَا أن نُبقِيَ على إسمِهِ ” بشارة ” لأنهُ سوفَ يَتكرَّسُ على إطلاقةِ البِشارة في العالم، البِشارة بِالإنجيل.
كَلِمَة ” إنجيل ” معناها البِشارة السّارة، المُفرِحَة، المُخلِّصَة.
هذه هي الرِسالة الحَقيقيّة، أن نكون نَحْنُ المسيحيّين بِشاريّين بِالخلاص، بِالفرَح لهذا العالم اليائس.
البِشارة هي بِدءُ الخَلاص، وَنَحْنُ في الصليب يطلبُ مِنَّا الربُّ يسوع أن نحمِلَ صليبنا.
الصليب مُرادِفٌ صحيحٌ للألام، وكم هي آلام الإنسان اليوم، ولكن كَلِمَة ” آلام ” للذي يَعرِفُ اللّغة العربِيّة واللُغة العصرية، الألام تعني الأوجاع وأيضاً الأهواء والشهوات.
ألام المسيح هي شهواتُهُ، شهوات المسيح هي غير شهوات الناس.
شهواتُ المسيح أن يُحبّنا حتى الموت، أن يخدُمنا حتى الموت، وشهوتُنا نحن، أن نُحبَّ أنفُسنا قبل غيرِنا.
لِذلك يقول الإنجيل اليوم : ” من أراد أن يتبعني فليُنكِر نَفْسَهُ ويُحمِّل صليبَهُ ويَتبَعني”.
ماذا يعني أن يُنكرَ الإنسان نفسه؟
يعني حسب قول أحد الأباء :” أن يَعتَبِر الإنسانُ نَفْسَهُ، لا شي، أن لا يعتبر الإنسان أنه وسط ومركزُها “.
نَحْنُ المسيحيّين، المسِيحُ فينا هو كلُّ شيء.
نحن لا شيء أمام الربِّ يسوع.
نَحْنُ خُدّام .
هو الربُّ يسوع قال : ” جِئْتُ لا لِكَي أُخدم بل لِأخدم “.
ولِذَلِك هذا الإنسان، الذي ترونَهُ أمامنا ” بشارة ” نحن نطلبُ مِنه اليوم، أن يَتعهد، أن يُبشِّرَ بِالمسيح، أن يُبشّر بالإنجيل.
نحن بِحاجة في الكنيسة، الى من يُبشِّر ومن يُعلّم ومن يَعرِفُ الإنجيل حتى يستطيعونَ أن يُبشِّروا.
تذكروا، للذي يقرَأُ الإنجيل، كيف كان يعمل الرَّبُّ يسوع ؟
كان أولاً يُصَلِّي، يعتزِلُ لِلصلاة، أن يكونَ في وِحدةٍ مع الآب وبعدها يأتي ويُعلِّم ويَكرِزُ بِالخلاص، وبعدها يقول الإنجيل ” كانَ يطوفُ المُدنَ والقُرى ويشفي كُلَّ مرضٍ وضُعفٍ في الشعب “.
إذاً نحن بِحاجةٍ، مُعلّمين حتى لا يختطِفُنا الهراطِقة، ويأخذون أولادنا.
ولكن نحن أيضاً، بِحاجةٍ إلى شمامِسة.
الشّماس هو خادم وعليهِ أن يفتقِد المساكين، وبِنِعمةِ اللهِ أن يكون لهم شِفَاء.
كما نحن اليوم بِحاجةٍ الى خُدَّام، شمامِسة، ونحن نرجوا أن يكون بشارة مِن أولِهم لأنهُ هو حاصِلٌ على روح الخِدمة.
لِذلك نحن اخترنهُ بِنعمةِ الله، ولكن نطلب مِنْهُ أن يتعلّم ويزدادَ غيرةً وخدمةً وعِلماً حتى تكونَ خِدمتُهُ، خِدمةً لائقة وبِهِ يتمجّدُ الله وكنيستهُ. آمين”
وعند نهاية القداس إنتقل الجميع إلى قاعة الرعيّة حيث تقبل الشماس الجديد وذويه التهنِئة مع التمني له بِخِدمة مُباركة في حقل الربّ.
