أجسادنا هي هيكل الروح القدس (1كو19:6) – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday April 26, 2016 232

أجسادنا هي هيكل  الروح القدس (1كو19:6) – المطران بولس (بندلي)
نعِّيد في هذا اليوم لعيد دخول السيد الى الهيكل!
الطفل الالهي، ابن الأربعين يوماً، يدخل الهيكل ليس لكي يتقدس منه لأنه هو، أي الرب يسوع مصدر التقديس، بل بالحري لكي يُقَدِّسه ويهبه موهبة التقديس لكل الذين يقدَّمون الى الرب فيه.
وهنا ينتصب أمامنا كلام الرسول بولس الى الكورنثيين حيث يؤكد لهم ولنا أن أجسادهم وأجسادنا هي هياكل الروح القدس فننتقل من هيكل الله الحجري حيث تُقام العبادة المرضية لله الى هيكل الله البشري أي نحن المدعوين أن نعبد الله في داخلنا ونسجد له بالروح والحق.

هل نعي أيها الأحباء هذه الاهمية العظمى المعطاة لأجسادنا؟ جسدنا هو هيكل للروح القدس أي الكرامة التي تفوق كل تقدير أُعطيت لجسد بشري، فهل نلتفت اليها حقاً أو نعبر عنها كأنها غير موجودة فنهمل هكذا موهبة الله المعطاة لنا وكأنها لم تكن؟
الكلمة -الابن الأزلي لله- صار جسداً (يو14:1) أي لبس جسدنا، أتى الينا لا بساً الجسد الذي نلبسه، غير مستحي بنا لكي يؤكد لنا دعوتنا الخاصة جداً التي تميّزنا عن سائر المخلوقات وهي “أن نتأهل” بنعمة من صار “شبيهاً بنا في كل شيء” وحتى بلبسه جسدنا المتواضع، لأن نلبسه “هو” فنصبح “هياكل للروح القدس”!
لقد دٌعينا الى ذلك في المعمودية عندما خرجنا من جرنها المقدس خالعين الانسان العتيق فينا ولابسين الانسان الجديد المتجدد على صورة خالقه، فهل نضع هذا الأمر نصب أعيننا لنتأمل به ونعمل بموجبه ما يمليه علينا؟
أيها الأحباء، في عيد دخول السيد الى الهيكل هل نحن مستعدون أن نصرخ الى الملك السماوي المعزي روح الحق أن يأتي الينا ويسكن فينا ويطهرنا من كل دنس ويخلص نفوسنا؟
هل نحن مستعدون أن نردد هذا الطلب بكل جد واخلاص لكي لا يصبح كلاماً فارغاً من مضمونه؟
ان هذه الصلاة -صلاة استدعاء الروح القدس- نستهل بها صلواتنا لأن الروح القدس، اذا ما سكن فينا، هو الذي “يصلي فينا”- فهل نحن مستعدون أن نفهم ما نردده متأملين بأن هيكلنا البشري معرّض أن تسكنه الخطايا والهفوات فنطلب من الاله الذي ارتضى أن يٌقدّم الى الهيكل الناموسي فقدسه، أن يرسل لنا روحه القدوس كي يساعدنا في تنقية ذواتنا من الضمير الرديء وعقولنا من الأفكار الشريرة وحياتنا من الهفوات الكثيرة؟
أيها الأحباء، ان جهادنا يومي ومستمر، انه ليس ضد لحم ودم انه ضد “الشرير” الذي همّه أن ينزع صورة الله منا أي أن يجعلنا نرفض سكنى الروح الالهي فينا  فيغيب عنا هذا البهاء الذي وهبنا الله ايّاه، ولكن أتى الينا ذاك الذي ارتضى أن يدخل هيكلاً حجرياً كي يؤكد لنا تقديس هيكلنا البشري بنعمته وانتصارنا على الخطيئة بدم الحمل القدوس فادي نفوسنا.
أهلنا يا رب أن نصبح هياكل حية لروحك القدوس!
أهلنا يا رب أن نتنقى من كل دنس البشرة والروح مكملين القداسة فيك أنت القدوس المستقر في القديسين الى أبد الدهور. آمين.

مطران عكار وتوابعها
+ بولس

العدد 5 – في 2 شباط 1997
دخول السيد الى الهيكل

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share