كيف ننظر الى الآخرين- المطران بولس (بندلي)
قال الفريسي في صلاته “اللهم أشكرك لأني لست مثل باقي الناس الطامعين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار (لو11:18). هل هي صلاة؟ والصلاة حديث الى الله الخالق الجميع، جميع البشر، على صورته ومثاله؟
هل هو شكر؟ والشكر لله وصل الى معناه الكامل بعشاء الهي يُكسر الخبز فيه فيصبح جسد من مات على الصليب لإعادة الانسان -كل انسان، الى صورة الله التي شوهها بالخطيئة كما يبارك فيه الكأس لكي تصبح الخمر دماً الهياً يهراق من أجل الانسان -كل انسان- فيُعاد له الجمال القديم؟
أيها الأحباء! ان هذا المقطع الانجيلي نستهل به فترة مقدسة تعدّنا للدخول الى مسيرة الصوم الأربعيني المقدس بعد ثلاثة أسابيع. نحن مدعوون ان نعي هذا الأمر المهم جداً، الانسان منا سوف يتقدم يوماً بعد يوم نحو اله مصلوب من أجلنا، مائت على صليب أعد أصلاً للعار فيحوله ملك المجد المصلوب عليه الى أداة خلاص تعيد جبلة الانسان الساقط، أي جبلة كل انسان، جبلتنا نحن اذا وعينا ذلك، تعيدها الى بهاء يفوق بنوره كل ما نتصوره أو يمكن للبشر أن يفكروا به، فهل نعتد بأنفسنا ونحسب أنفسنا أبراراً فنبتعد عن الذي مات لتبريرنا وتبرير البشر بأسرهم؟
-نحن مدعوون أن نشكر الله حقيقة عن كل ما أعطانا! أن نشكره حقاً بقلوب منسحقة تعرف أنها محبوبة! أن نشكره حقاً بالتأمل بالخلاص الذي صنعه في وسط الأرض عندما غرس صليبه الكريم فيما بين البشر أجمعين لكي يجمعنا به الى اتحاد واحد!
-نحن مدعوون ان نقصد الكنيسة لنصلي صلاة العشار، ذاك الذي كان الناس كلهم يذكرون خطاياه، فوقف من بعيد، لكنه كان “القريب جداً” من الذي اقترب بذاته من مسكنته وحقارته، فقرع صدره طالباً رحمة الهية، فلم يسمع ما قاله الفريسي عنه لأن خطيئته كانت أمامه فوضعها أمام الله فغفرت له!
-أيها الأحباء نحن مدعوون الى موقف العشار، دونه لا خلاص لنا!
أهلنا يا رب أن نصرخ اليك ونحن نقرع صدورنا: أعطنا يا رب نعمتك لكي نرى صورتك فينا وفي الآخرين!
أعطنا يا رب أن نتأمل برحمتك الغنية التي تمحو خطايانا مهما كثرت!
أعط يا رب البشر أجمعين أن يقبلوا اليك بتوبة صادقة لكي معهم نشكرك شكراً حقيقياً على نعمتك الالهية فنباركك مع أبيك وروحك القدوس الى الأبد. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+ بولس
العدد 7 – في 16 شباط 1997
أحـــد الفريسي والعشار