عيد الكرسي الانطاكي المقدس- المطران بولس (بندلي)
أيها الاحباء في هذا اليوم تعيد الكنيسة المقدسة لعيد الرسولين القديسين -هامتي الرسل ومعلميّ المسكونة جمعاء بطرس وبولس اللذين هما مؤسسا الكرسي الانطاكي المقدس، فنتذكر فيه نعمة الروح الكلي قدسه الذي بحلوله في يوم العنصرة حقق ما أراده سيد الكل الرب يسوع المسيح في جمع المتفرقات الى إتحاد واحد.
ففي هذا اليوم نعيّد لقيدسين نسميهما متقدميّ الرسل وطبعاً ليس بالمعنى البشري للتقدم السلطوي في السيطرة على الناس بل بهذا التقدم الالهي في الخدمة المُحِبَّة لهم. اذ ان السيد الرب علمنا انه يتحقق في ان يخدم الانسان الآخرين خدمة تصل به الى اله مصلوب من أجل فداء الناس.
نعيّد لكائنين بشريين يختلفا كليّاً في كل شيء فتدخلهما نعمة المصلوب الى وحدة في المسيح يسوع تغلب في ضعفهما الكامل.
وفي هذا اليوم نعيّد لانطاكية حيث اجتمع طرفا النقيض اليهود والوثنيون حيث اكتشف ان أتباع “الاله المجهول” الذي بشّر به الرسول بولس للأمم هو نفسه ذاك الذي أعلن عنه الرسول بطرس عندما قال له: “أنت المسيح ابن الله الحي” أمام اليهود في قيصيرية فيليبس. ولذلك فهم في انطاكية أن اتباع السيد والانتماء الى ملكوته ليس وقفاً على فئة متقوقعة على نفسها بل منفتح أمام كل انسان لأجل خلاص البشر أجمعين دون استثناء.
فإذا كنا نعيّد حقاً للكرسي الانطاكي المقدس بتعييدنا لمؤسسيه وخادميه الأوليْن ينبغي أن نكتشف فيه خاتم الكنيسة الواحدة المقدسة الرسولية الجامعة الممتدة من أطراف المسكونة الى أطرافها وحيث لا تفرقة بين انسان وانسان بل اقامة جسور حية بأجسادنا وأرواحنا تأخذ قوتها من الجسر الالهي المنتصب على الصليب لكي يجعل الاثنين واحداً.
هذه أمانتنا وهذا هو هدفنا في الكرسي الانطاكي المقدس الا حفظ الرب غبطة أبينا البطريرك اغناطيوس الرابع الكلي الطهر والجزيل الاحترام والسادة الاخوة رعاة أبرشياته ورؤساء الكهنة الأجلاء والكهنة والشمامسة الورعين ورهبانه وراهباته المتقدسين وشعبه المحب للمسيح والعالم أجمع بشفاعات معلمي المسكونة القديسين الجليلين بطرس وبولس. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+ بولس
العدد 26 – في 29 حزيران 1997
الأحـــد الثاني بعد العنصرة
(القديسين بطرس وبولس)