يا معلم أين تمكث – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday April 26, 2016 166

يا معلم أين تمكث – المطران بولس (بندلي)
هذا الكلام وجهه تلمذا يوحنا المعمدان الى الرب يسوع بعد أن عرف به النبي الصابغ قائلاً لهما: هذا هو حمل الله! فقال لهما الرب، تعالا فتريا!
هل نسأل الرب السؤال نفسه؟
هل هاجسنا أن نتحرك نحوه كما تحرك التلميذان أو نكتفي بأن نأخذ علماً بوجوده؟
الخطر في حياتنا أن نكتفي بأن نعرف، ونحن بعيدون، بأنه موجود! هذا لا يستطيع أن يكفينا!

هو أتى الينا -أخلى نفسه آخذاً صورة تواضعنا- يعرف اننا موجودون لأنه خلقنا، لكنه لم يكتفي بهذه المعرفة “كعلم وخبر” تحمل مشقة قطع المسافات التي تفصلنا عنه نحن الذين ابتعدنا عن نعمته، فأتى الى ظلمتنا من هو المشرقُ للمشارق لكي ينيرنا بنوره الالهي نحن الثاوينَ في الظلمة والظلال -فهل يعني لنا ذلك شيئاً حياتياً يدخلنا في الصميم! حذار أن يكون هذا الامر كحدث عابر فتصبح الحبة التي زرعها الرب في وضع تلك التي وقعت على الطريق فتأخذها منا الطيور الكاسرة التي همها الاّ يستقر كلام الله في حياتنا.
نحن مدعوون أن نطرح بصدق السؤال على الرب: يا معلم أين تمكث وفي الوقت نفسه ان نأتي اليه والرب حينئذ لن يجيبنا بمكان معين نستكين اليه، سيقول لنا تعالوا أي تحركوا وافتحوا أعين أرواحكم لتكشفوني أين انا؟
-أنا أود أولاً أن أسكن فيكم! فنقوا عقولكم وقلوبكم بتوبة أصيلة لكي تستطيع عيونكم أن تنظر! أنا لست بعيداً عنكم اذا عرفتم أن تكونوا أنقياء القلوب حقيقة!
-ان مبتغاي منكم -أنا الذي افتديتكم- أن تقبلوني في حياتكم، أن تحملوا نيري على أعناقكم فتكتشفون حقاً أن نيري هيّن وحملي خفيف.
-سترونني يا أحبائي، هكذا يقول الرب، اذا أردتم أن تكتشفوني في الانسان الآخر الذي خلقته كما خلقتكم على صورتي ومثالي، أطلب منكم جهداً كبيراً أن تنسوا أنفسكم لكي تروا أنني في كل انسان وضعته عنايتي في طريقكم!
-أنا لا أترككم لوحدكم، تتحركون نحوي لأنكم سمعتم صارخاً في برية نفوسكم وهو يشير اليّ: “هذا هو حَمَل الله”، فمن دعوته “أعظم المولودين من النساء” سابقي وصابغي يدعوكم الى توبة تفتح عيونكم لكي ترونني حقاً في كل من تلتقون بهم فتُسألون عنهم لكي يأتوا معكم ويكتشفون أنني فيكم وبينكم الى الأبد.
أيها الأحباء! هذا ما يقوله الرب لنا! فلنصغي اليه.   

مطران عكار وتوابعها
+ بولس
العدد 43 – في 26 تشرين الاول  1997
الأحـــد التاسع عشر بعد العنصرة
(القديس ديمتريوس)

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share