الاستعداد للميلاد مع رؤساء الكهنة القديسين- المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday April 26, 2016 165

الاستعداد للميلاد مع رؤساء الكهنة القديسين- المطران بولس (بندلي)
أيها الاحباء،
ها نحن نتابع مسيرتنا الخلاصية نحو اله يولد من عذراء كلية القداسة ودائمة البتولية مريم -الفتاة المصطفاة من الله الذي نظر الى تواضعها فجعل الاجيال جميعها تطوبها- وقد سبق لنا فعيدنا لرؤساء كهنة قديسين نذكر منهم نيقولاوس رئيس أساقفة ميراليكيا العجائبي عيدّنا له في السادس من كانون الاول وأمبروسيوس أسقف ميلانو الذي تذكرناه في السابع منه واسبيريدون أسقف تريميثوس (شفيع سيادة أخينا المتروبوليت اسبيريدون راعي أبرشية زحلة وبعلبك)، وقد رتبت الكنيسة ذكراه السنوية في الثاني عشر من هذا الشهر، وسوف نعيد للقديس الشهيد في رؤساء الكهنة اغناطيوس المتوشح بالله شفيع غبطة أبينا ورئيس رعاتنا البطريرك اغناطيوس الرابع الكلي الطهر والجزيل الاحترام.

هذه الكوكبة من رؤساء الكهنة ترافقنا بجهاداتنا ودفاعها عن المظلومين وعن الأيمان المستقيم لكي نصل بأمانة كلية الى الصالح والحمل الوديع المزمع أن يذبح من أجل خطايانا وخطايا العالم اجمع فيرفعها عنا بتحننه للبشر .
أيها الأحباء ، لقد جاهد نيقولاوس وامبروسيوس واسبيريدون واغناطيوس لكي يرفع عن المظلومين نير الظلم المفروض عليهم فنيقولاوس سعى ان يؤمِّن البائنات فتتزوج الفتيات الفقيرات وتستقر حياتهن وحتى بعد موته ظهر للملك لكي يطلب منه ان يفرج عن المظلومين اما امبراسيوس فكانت عنده الجرأة الكبيرة لكي يرفض ان يأخذ من يدي الامبراطور ثيودوسيوس التقدمات التي اتى يقدمها على مذبح الرب مذكرا اياه بالمظلومين الذين ماتوا بسببه.
اما اسبيريدون المنتقل من رعاية الغنم الحيواني الى رعاية القطيع البشري فتذكر سيرة حياته كيف ان الملائكة كانت تشاركه في الخدمة الالهية لمذبح الرب وخاصة انه اشترك في اجتماع المجمع المسكوني الاول المنعقد في نيقية سنة 325 للدفاع عن ألوهية ابن الله المتجسد من أجلنا ليلتزم طبيعتنا البشرية وهو لا يزال الاله المساوي للآب والروح القدس في الالوهة والكرامة والسجود.
وتاتي ذكرى اغناطيوس المتوشح بالله واسمه الذي يعني “الملتهب” وارد في لائحة البطاركة الانطاكيين في تسلسلهم الرسولي ابتداء من بطرس الرسول الهامة، اغناطيوس الانطاكي الذي منع المداخلات من أجل نجاة حياته فكان همه ان يطحن بين انياب الوحوش لكي يصبح دقيقاً صالحاً لعجينة المسيح.
هؤلاء من رؤساء كهنة اتخذوا بنعمة الله من بني البشر لكي يستعدوا ويعدوا البشر الى اكتشاف المشرق من المشارق، الآتي الى البشر من أجل محبته ليفتقد المظلومين فدافعوا عنهم وليثبت الايمان فأصبحوا “قوانين حية” له وبذلوا دماءهم لكي يمتزج دمهم بدم الحمل الذبيح.
أهلنا الرب ان نستعد، بتعييدنا الحقيقي لهم، الى استقبال الكلمة الصائر من أجلنا جسداً مثلنا لكي يعطي حياة لأجسادنا المائتة. آمين.       

مطران عكار وتوابعها
+ بولس
العدد 50 – في 14 كانون الاول 1997

أحـــد الاجداد

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share