يوم المرأة العالمي – المطران بولس (بندلي)
في الثاني من آذار احتفل العالم بيوم المرأة العالمي،
انها ذكرى عزيزة جداً لأنها تؤكد ان البشر أجمعين لا يمكنهم أن ينسوا أمهاتهم -سبب وجودهم- ولا زوجاتهم -شريكات حياتهم- ولا اخواتهم -رفيقاتهم- ولا بناتهم -ثمرة حياتهم.
المهم في هذا اليوم من حياتنا، أن نتذكر اننا لا نستطيع أن نكتفي فيه، لا نستطيع ان نعتبره يوماً مميزاً تقال فيه الكلمات وندعى فيه للتأمل بوجود المرأة في حياتنا البشرية ونقف عند حدّه وكأنه في اليوم التالي يجب أن يغيب عنا التفكير بأمرٍ، لأنه مضى، ولأنه انقضى الزمان عليه.
نحن مدعوون أن يستمر هذا اليوم طيلة أيامنا، يطلب منا ان نحيا ما تأملنا به غير متوقفين عند حدّ العاطفة التي نشكر الله انها لا تغيب عن حياتنا ولكننا -وهذا مهم جداً- لا نستطيع ان نكتفي بها لأنها قادرة أن تَتَقَلَّبَ وان تتحول بسبب اهوائنا البشرية فتصبح المرأة سلعة في حياتنا وكأننا نسينا أو تناسينا الكلمة الإلهية: خلق الله الانسان على صورته ومثاله، على صورته خلقه، “ذكراً وأنثى” خلقه، وعلى الخليقة جمعاء سلطه.
ان الله خلق “الانسان” وبتدبيره الإلهي لكي لا يكون الرجل “وحده” على الارض خلقه ذكراً وانثى -أي رجلاً وامرأة- هذا كان منذ الابتداء والمرأة قدمت في خلق الانسان الاول “معينة له على شبهه” وكما ان الله الواحد في الجوهر هو في شركة ثالوث، كذلك شاء أن يكون الانسان الواحد في شركة حياة بين رجل وامرأة، شركة حياة تضمن له من جهة ارتباطه الحي بشركة الثالوث الواحد وملكوت محبته ومن جهة أخرى قوة السيادة بالمحبة على الخليقة كلها.
هذه الدعوة يوجهها الرب لنا أيها الاحباء،
فلننتبه الى كلمته الأزلية ولنجدد العهد له أن نصغي الى كلمته العزيزة وان نحاول -رجالاً ونساءً- ان تتحقق مشيئته الازلية في خلقنا كبشر، لأنه اراد بذلك أن يتوج الخلق كله، فلنكن ضارعين اليه، متممين قصده الإلهي المبارك الى أبد الدهور. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+ بولس
العدد 11 – في 15 آذار 1998
الأحد الثاني من الصوم
أحد القديس غريغوريوس بالاماس