تحديات العالم – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday May 17, 2016 182

تحديات العالم  – المطران بولس (بندلي)
“اذا كان اليهود يطلبون المعجزات واليونانيون يبحثون عن الحكمة فنحن ننادي بالمسيح مصلوباً وهذه عقبة لليهود وحماقة في نظر الوثنيين وأما للذين دعاهم الله من اليهود واليونانيين فالمسيح هو قدرة الله وحكمة الله”. (1كور 22:1-24).

نعيّد غداً لرفع صليب الرب -والصليب، تلك الأداة التي كانت مخصصة لإماتة المجرمين التي ترافقها اهانات لا توصف  ويصطحبها تنديد بما فعل المصلوب من جرائم تبرر هذا العذاب والموت المشينين الملازمين لها، هذه الأداة تحمّلها من لا خطيئة له لكي يرفع عن مستحقيها الخطيئة مسببتها، فأصبح البريء من الخطأ ضحية مطواعة من أجل المثقلين بالخطيئة.
فتحديات العالم للمؤمن بالمصلوب تتكاثف -اليهود يطلبون آية، يطالبون الله بأن يحدث لهم أعجوبة خارقة لكي يؤمنوا- فأراهم الله هذه الآية بأجلى بيان اذ أن المصلوب قام من بين الأموات فتحققت آية يونان النبي لكن القلوب الغليظة بسبب الكبرياء لم تقبل بها وهمّت الى فعل كل ما يمكن أن يُفعل لإخفائها ولكن ضعف الله الظاهر أصبح أقوى من كل مكيدة وفقر الله الظاهر أصبح أقوى من كل الفضة المستعملة لإخفاء قيامة السيد.
أما الحكمة البشرية التي كان الوثنيون ينادون بها فاضمحلت امام جهالة الكرازة بالمصلوب حكمة الله وكلمته.
أيها الأحباء هذه مظاهر تحديات هذا العالم -يؤمن بقوة بشرية وينادي بها ويستعملها ظاناً أن “القوي بقوته” لكن المؤمن بالمصلوب والساجد له بالروح والحق له قوة من نوع آخر يستضعفها العالم ولكنها موجودة ومنتصرة دائماً وأبداً- ومن جهة أخرى ان حكمة هذا العالم المبنية على اعتبارات شخصية لن تروي غليل الانسان، انه ينتظر حكمة أخرى تعطي المعنى لحياته فيجدها في اله مصلوب هو حكمة الله الحقيقية الثابتة الى الدهر.
نحن أمام الصليب مدعوون أن نتسلح بقوة الله الحقيقية التي تدفعنا الى التزام اخوتنا، أي جميع البشر الذي ضمهم المصلوب الباسط يديه على صليبه فأعطانا جميعاً القوة الحقيقية التي تثبت فينا فلا تدعنا نتزعزع وأعطانا الحكمة التي لا تستطيع حكمة بشرية أن تثبت أمامها.
أهلنا الله الى هذه القوة والحكمة. آمين. يتبع…

العدد 37 – في 13 أيلول 1998
الأحـــد قبل رفع الصليب

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share