المسيح من بعد بعثه – المطران جورج (خضر )
أيا كان شكل المسيح من بعد بعثه أو انبعاثه من الموت إيماننا نحن والكثيرين انه حيّ لا يعتريه فساد. هذا ما نريده في قولنا إنه بات ذا جسد ممجد. كل إيماننا ان يسوع ابن مريم حيّ إلى الأبد واننا أحياء به أي ان موتنا الجسدي ليس آخر مطافنا وان انبعاثنا بطريقة أو أخرى قد صار وذلك قبل حضورنا في اليوم الأخير.
هذا ليس من المقولات العقلية. هذا من الآخرة الحاضرة اليوم فينا بالروح القدس. وبلغة اليقين الأقوى من المحسوس اننا أحياء في المسيح أي داخل كيانه وبه هنا على الأرض وما يسمى الآخرة ليس سوى اكتمال لما أخذناه بالمعمودية التي هي صبغة الله وليس من بعدها صبغة. هذا هو السر اننا مندمجون بالمسيح في موته وبعده في قيامته. قيامته أي تحرره من الموت بدأت بصلبه وفي موته كنا إليه.
قيامة المسيح أكثر من وعد لنا. انها حقيقة فينا بمعنى اننا بتنا أحرارًا من الخطيئة ومن خوف الخطيئة إذ صرنا على يقين اننا أبناء الله أي مولودون بالنعمة والحق. كشف للإنسانيّة التي ترانا اننا نتجدد دومًا بالمسيح ويصير كل منا أعظم حقيقة مما كان وأعظم حبًّا. الذين هم للمسيح باتوا خليقة جديدة وإذا لم ترهم هكذا فهم ليسوا بشيء. هذا هو السرّ في سرّ التجسد ان الله ذاته ضمّ إليه إنسانيّة الإنسان فيما الإنسان على الأرض.
رجاء الإنسان انه بفضل المسيح لا يموت وان المسيح رجاء العالم كله. يسوع الحيّ داخل الذات، فوقها وفيها بآن. انه وحده هو الذي يحيينا. يتجاوزنا ويبقى فينا، في سرّ تداخل عجيب إلى ان نصير إليه وجها إلى وجه. هذا هو الحب الذي لا ينطق به.
جريدة النهار
11 حزيران 2016