القدّيس الشيخ باييسيوس الآثوسي

mjoa Friday July 12, 2024 772

paisiosوُلد القدّيس باييسيوس (أرسانيوس إزنيبيذي) في فارسا، كبادوكيا في 25 تموز عام 1924. القدّيس أرسانيوس الكبادوكي أعطاه إسمه لدى تعميده إيّاه وتنبّأ له بحياة رهبانية.
في العام نفسه، حصل التبادل بين الأتراك واليونان، وانتقلت عائلة أرسانيوس إلى اليونان واستقرّت في كونيتسا حيث ترعرع القديس وتعلّم النجارة.
في كنف عائلته التقيّة تعلّم أرسانيوس الإيمان وكانت معالم جهاداته المستقبلة بدأت تظهر منذ حداثة سِنّه: صلاة، صوم، سهر، قراءة مستمرّة للكتاب المقدّس ولسير القدّيسين. تاق، منذ ذلك الحين، إلى حياة التّوحد لكنّ ظروف عائلته منعته. وعام 1945، استُدعي لخدمة وطنه، وكان ذلك خلال الحرب الأهليّة في اليونان، فأبدى شجاعة كبيرة إلى حدّ بذل النفس من أجل الآخرين.

عندما انتهت خدمته العسكريّة، أراد إتمام رغبته في نذر نفسه للرّب. ولكن، مجدّداً، كان عليه إعالة عائلته. أخيراً، عام 1953، بعد إكماله مهامه العائليّة، انتقل إلى الجبل المقدس آثوس حيث التحق بدير “الإسفغمينو” (لم يكن حينذاك قد أصبح للغيورين). عام 1954، صُلّي عليه صلاة لابس الجبّة وأعطي إسم “أفاركيوس”. من ثمّ انتقل إلى إسقيط “الكوتلوموسي” وبعده إلى دير “الفيلوثيو”. هناك أخذ الإسكيم الرّهباني الصغير بإسم “باييسيوس”. أراد الراهب باييسيوس الذهاب إلى الصحراء لمزيد من الجهاد ولكن إثر إعلان من والدة الإله انتقل إلى دير “ستوميو” في كونيتسا، وكان ذلك عام 1958. بقي الأب باييسيوس هناك أربع سنوات معيناً أهل المنطقة ومُثبّتاً إيّاهم في الأرثوذكسية بعد أن كانت دخلت البروتستانتيّة عليها. وقد أعاد بناء الدير والكنيسة.
سنة 1962، انطلق الأب باييسيوس إلى صحراء سيناء حيث أقام في منسك القدّيسَين غالكتيون وأبستيمي في نسكٍ شديد أثّر على صحته. عام 1964، عاد إلى جبل آثوس، حيث، طاعة لأحد الشيوخ، ذهب إلى إسقيط “إيفيرون”. كان عندها يسترشد لدى الأب تيخن وبناءً لطلبه وعلى يده أخذ الإسكيم الكبير عام 1966. في السنة عينها أجرى عملية جراحيّة في رئتيه. أثناء فترة نقاهته تعرّف إلى شابّات محبّات للرّهبنة كنّ يتبرّعن له بالدم. ساعدهنَّ القدّيس في إيجاد مكان أسّسوا فيه ديراً وهو دير القدّيس يوحنا الّلاهوتي في سوروتي.
لدى عودته إلى الجبل، وابتغاءً لهدوءٍ أكبر ومناخٍ أفضل لرئتيه انتقل إلى كاتوناكيا. تابع القديس جهاده هناك ولكن مجدّداً، ترك القدّيس باييسيوس كاتوناكيا وذهب إلى دير ستافرونيكيتا الذي كان على حافة الإنهيار الرّوحي بهدف إعادة إعماره روحيّاً وجعل نظامه شركويّاً بدلاً من إيديوريتميٍّ. في هذه الأثناء، دنت ساعة رحيل أبيه الرّوحي الأب تيخن، الذي أرسل في طلب الأب باييسيوس. خدَمه هذا الأخير في آخر عشرة أيّام من حياته. وفي 10 أيلول 1968 أسلم الأب تيخن الرّوح بحسب ما تنبّأ بعدما أعطى بركته للأب باييسيوس.
بناءً لرغبة القديس تيخن، وبعد أن انتهت مهمّة الأب باييسيوس في دير ستافرونيكيتا، انتقل إلى قلّاية الصليب التي كانت لأبيه الرّوحي. كان ذلك عام 1969. تابع جهادته النسكية. إضافة لذلك كان يرشد كل الوافدين إليه أو الطالبين معونته.
عام 1979، ولأسباب روحيّة، استقرّ الأب باييسيوس في قلاية ميلاد السيدة “باناغوذا” التابعة لدير كوتلوموسي، حيث نمت شهرته كأبٍ روحي فكان يمضي وقته بين الصلاة والإعتناء بالزوار.
عام 1993، ترك القديس الجبل لحضور سهرانة القدّيس أرسانيوس الكبادوكيّ في دير القدّيس يوحنا اللاهوتي في سوروتي، ولكن هناك توعّكت صحّته وأُدخل المستشفى حيث شُخّص لديه سرطان لم يلبث أن تفشى في سائر جسده. رغب في العودة إلى الجبل المقدّس إلّا أنّ تدهور صحّته السريع حال دون ذلك. ورغم كلّ أوجاعه لم يتوقّف القدّيس باييسوس من مساعدة الطالبين عونه. وفي 12 تموز 1994 رقد ودُفن في دير القدّيس يوحنا اللّاهوتي في سوروتي.
أُعلنت قداسته ببيان المجمَع اليوناني المقدّس بتاريخ 13/ 1/ 2015.
فبشفاعاته أيّها الرّب يسوع المسيح إلهنا ارحمنا وخلّصنا.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share