قد وجدناه (يوحنا45:1) – المطران بولس (بندلي)

mjoa Monday August 8, 2016 164

قد وجدناه (يوحنا45:1) – المطران بولس (بندلي)
صومنا مسيرة نحو الرب يسوع الذي نستعد يوماً بعد يوم للسجود له.
لكنه معنا في الطريق لأنه وعد انه لن يتركنا لوحدنا فهل سنجده؟ نسمع فيليبس أحد تلاميذ المسيح يقول لصديقه “لقد وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة” ونفهم من ذلك ان التفتيش عن الرب يسوع لن يصل الى غايته وهي أن “نجده” الاّ اذا صممنا أن يكون التفتيش في الكلمة الإلهية الملهمة من الروح القدس والواردة في الكتب المقدسة.

ولذا وجب علينا أن نقرأ “الكتب” لأنها وحدها تتكلم عنه ولكن المطلوب هو أن نقرأها ليس كما نقرأ أي كتاب وقع بين أيدينا -لأننا اذا قرأنا الكتاب بأية طريقة كانت فنحن معرضون أن “نُسقِط” على الكلمة الإلهية أهواءنا وأفكارنا الشخصية فنشوهها حكماً كما فعل اليهود الذين كانت كتبهم المقدسة لا تكلمهم الاّ عن الرب يسوع المسيح ولذلك كانوا مدعوين أكثر من غيرهم أن يقبلوا به سيداً ومخلصاً ومع ذلك شحنوا كتبهم بتصوراتهم ومطامعهم فاعتبروه منازعاً لهم وبالتالي أخرجوه خارج الكرم وقتلوه وهتفوا بوجه الوالي الوثني بيلاطس البنطي “دمه علينا وعلى أولادنا” وهم غير قادرين أن يفهموا بأن هذا الدم الالهي سيُسفك بإرادة السيد الكاملة لأجل غفران خطايا العالم بأسره.
ولذا وُجب علينا اذا كنا نريد فعلاً أن “نجده” كما وجده فيليبس أن نقرأ الكتب في “الكنيسة” -جماعة المؤمنين- التي حفظتها في وجدانها الحي وأبعدت عنها كل تزوير وميّزت الأصيلة منها عن تلك التي نحلت فشوّهت صورة ذاك الذي نبغي وجوده الحقيقي فيها. وقراءة الكتب في الكنيسة ليست أمراً يتعلق في “مكان” قراءتها انما ترتبط أصلاً في “احتضان” الكنيسة لها اذ أنها (أي الكنيسة) تدعو أولاً أن يشرق نور الله في أذهاننا لكي ينيرها فيؤهلنا ان نتعرف فيها حقاً على “يسوع بن يوسف الذي من الناصرة” ونتجاوز التجربة السهلة التي تعرض اليها نثنائيل والتي “كلنا” معرضون لها اذا لم نلجأ الى الرب “ليفتح أذهاننا كي نفهم الكتب” فإذا عرفنا أن نسكت في داخلنا ضجيج أفكارنا وأقاويل العالم نجد أنفسنا بنعمة الله أمام اله تنازل الينا فعرفنا قبل أن ينادينا أعزّ أصدقائنا وأحمَّ رفاقنا في دروب هذا العالم.
الا أهلنا الرب أن نلتفت الى سلم امتدت بين السماء وأرضنا بعد أن انحدر عليها الهنا آتياً الينا فصارت الملائكة تصعد وتنزل عليه لتقول لنا: هذا هو وحده من كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء فاسجدوا له! آمين.
العدد 9 – في 28 شباط 1999
الأحـــد الأول من الصوم
(أحد الأرثوذكسية)

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share