اليان الطبيب الشافي – المطران بولس (بندلي)
ان القديس الذي نعيّد له اليوم هو طبيب مات في سبيل ايمانه بالرب يسوع وهو شفيع لمدينة حمص ولأبنائها.
طبيب كان يداوي آلام البشر -فوضع ما كان يعرف من العلم البشري في خدمة المعلّم الإلهي طبيب النفوس والأجساد والشافي آلام البشر والمضمد لجراحهم!
طبيب فهم أمرين مهمين جداً:
الأمر الأول:
انه يعالج بقدر ما تمكنه قواه البشرية من ذلك ولكنه متكل على الرب الذي هو يشفي -لذلك لا يقف أمام الصعوبات الجمّة التي يمكن أن تعترض طريقه- يمكن أن نرى أحياناً أموراً مستحيلة بشرياً لكنه لا ييأس لأنه يعرف أن الله لن يتركه لوحده بل يقوّي ضعفه البشري وينير طريقه قدامه ويلهم ذهنه ما يساعد قواه البشرية أن تتجاوز حدودها -فما هو غير مستطاع عند الناس يصبح مستطاعاً عند أولئك الذين يتكلون على الرب فتتشدد قواهم وتقوى عزائمهم في تتميمهم الانحناء فوق أمراض البشر وآلامهم.
الأمر الثاني:
يعالج مريضه كأنه يتعامل مع الله نفسه لأن كل انسان يحمل صورة الله في حياته ولذلك هو ليس رقماً من الأرقام بل انساناً كاملاً يسعى لأن يتذكر فيه الصورة البهية التي منحه الله اياها ولذلك تأخذ عنايته بمريضه بعداً يفوق كل تصور بشري اذ انه يحاول باستمرار أن يتذكر قول السيد “كنت مريضاً فعدتموني” وعندما سأله البشر كيف كان ذلك أجابهم “كل مافعلتم لأحد اخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه -فتعالوا الي يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم منذ انشاء العالم”.
وآمن القديس الطبيب اليان الحمصي بالطبيب الإلهي -آمن بالحَمَل الذبيح من أجل العالم أجمع الذي أهرق دمه فداء لكثيرين- فأتمّ السعي بأم قدّم حياته من أجل الذي مات من أجلنا وسفك دمه مشاركاً بذلك الهه وسيده، فلنهتف نحوه مع الكنيسة المقدسة: أيها الطبيب الشافي اليان تشفع إلى الاله الرحيم أن ينعم بغفران الزلات لنفوسنا. آمين.
العدد 6 – في 6 شباط 2000
الأحـــد السادس والثلاثون بعد العنصرة