أحـــد الشعانين – المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday September 23, 2016 162

أحـــد الشعانين – المطران بولس (بندلي)

“افرحوا في الرب كل حين”
(فيليبي 4:4)
بهذا الكلام يتوجه الينا الرسول بولس في مقطع رسالته إلى أهل فيليبي الذي رتبته الكنيسة المقدسة لهذا اليوم المبارك الذي فيه بعد انقضاء صومنا الأربعيني المقدس، نطلّ على الأسبوع العظيم، أسبوع الآلام الخلاصية.
ها هو يشدد على الفرح الذي لا يستطيع العالم أن يصل اليه دون المشاركة الوجدانية في المأساة البشرية التي سببتها الخطيئة. انه فرح يختلف عمّا يفكر العالم به وعمّا يميل الإنسان عادة أن يقبل به.

نرى أن قيامة لعازر من بين الأموات أحدثت اضطراباً عند اليهود الذين فكروا بقتل لعازر لأنه بسببه يؤمن الناس بالرب يسوع المسيح. كم هي هدّامة للإنسان حساباته إذا لم تدخلها نفحة الروح القدس! لا يعود يفكر الاّ بمصالحه! لا تنتصب أمامه الاّ فكرة مكاسبه البشرية ويجدها أنها بخطر شديد ومعرّضة للإنهيار، أمام مخلص وديع يأتيه راكباً على جحش ابن آتان وأمام حَمَل قدوس يوافيه صامتاً لكي يُذبح من أجل صيانة الكرامة التي يريدها له! أما هو، الإنسان فلا يشاء أن يفهم إذا لم يرد أن يقبل في صميم حياته بإله وصل بالحب نحوه إلى درجة الموت كي يقول له في النهاية أنت يا انسان أفضل من كل ما تحاول أن تحسب لنفسك من قيمة واهية، أو تنغر لنفسك من خيرات زائلة، أنا افتديتك فأصبحت قيمتك أرفع من أية قيمة يستطيع البشر أن يفكروا بها وأصبح لك الكنز حيث لا يفسد السوس ولا الصدأ وحيث لا ينقب السارقون ويسرقون.
افرحوا، يقول الرب يسوع وهو ذاهب إلى الآلام الطوعية، افرحوا بخلاصي لكم وللعالم أجمع! افرحوا مع الأطفال وبسطاء القلوب الذين يستقبلوني بأسعاف النخل، فارشين ثيابهم على الأرض، صارخين معهم: “أوصنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب، أوصنا في الأعالي” وهكذا يثبت فرحكم “فيّ” ولن يستطيع أحد أن ينزعه منكم لأنه ليس من صنع هذا العالم بل هو هبة مني لكم فاقتنوها يا أحبائي!
أهلنا يا رب لفرحك الإلهي. آمين.

العدد 17 – في 23 نيسان 2000
أحـــد الشعانين

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share