تأملات بمناسبة اليوم العالمي للممرضة – المطران بولس (بندلي)
تأملات بمناسبة اليوم
العالمي للممرضة
من كلام سيادة راعي الأبرشية في المدرسة
المهنية الأرثوذكسية (فرع العناية التمريضية)
في الثاني عشر من أيار يحتفل العالم كله بيوم الممرضة، فالخدمة المقدسة التي يلتزمها من يدعى إليها لجديرة بالتأمل!
إنها ليست وظيفة محدودة الغاية، فمتى أُتِمَّت إنتهى الإنسان من عمله، إنما هي خدمة تتجاوز الوقت المحدود لها والأجر الذي يبادلها أجراً بالمعنى المألوف من الكلمة كونه لا يوازي عملاً محدوداً زمنياً بل هو “شرفية” (Honoraire) كما يقال فيما يتعلق بخدمة الطبيب.
في هذه الخدمة التي “يدعى” إليها الإنسان لا ينتظر الممرض أو الممرضة أن يأتي المتألم إليه بل هو، كما ورد في مثل السامري الشفوق في الإنجيل المقدس، يوقف “سفر حياته” وينزل عن “دابته” لينحني فوق المطروح المتألم ليسعفه ويصب بكل إنتباه الزيت والخمر على جراحه ثم يحمله بكل تأن إلى الفندق لكي يوقيه من الشرور وهناك بعد أن يدفع لصاحب الفندق مبلغاً مرموقاً يقول له: “مهما كلفتك العناية به فأنا مستعد أن أسدده إليك عند عودتي” وهكذا تصبح الخدمة المختارة مفتوحة على آفاق غير محدودة لأنها آفاق الله اللامتناهية في محبته للإنسان.
إن الخدمة التي اختارها من “دعي” إلى ممارسة التمريض هي فعل إيمان بالله يتجسد في العناية بالإنسان المخلوق على صورته، فيصبح الإنسان الذي ننحني فوقه نافذة على الله نفسه، كما هي فعل رجاء بالله الذي لا يتزعزع الذي يحمل إلى المريض فيعزي قلبه ويشدده، وهي خاصة فعل محبة التي تنفي الخوف، المحبة الذي إذ تحقق الإيمان وحلّ الرجاء كاملاً تبقلا ولا تسقط أبداً.
ألا أهلنا الله إلى هذا وكل عام وأنتم بخير!
الداعي لكم
العدد 20 – في 14 أيار 2000
أحـــد حاملات الطيب