الطبيب الشافي – المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday September 23, 2016 126

الطبيب الشافي – المطران بولس (بندلي)

يوم الخميس الماضي في السابع والعشرين من شهر تموز عيّدت الكنيسة المقدسة للقديس الشهيد بندلايمون وتسميه الترنيمة “طبيباً شافياً” كونه كان يطبب الجسد فيستعين بالله ليشفيه من أسقامه -وكان من جماعة أطباء لا يتقاضون من مرضاهم أي أجر مادي وتسموا، من أجل ذلك، عادمي الفضة. انما بقوة الله ليس الجسد الذي كان يشفى لوحده بل للروح أيضاً -فالانسان المريض كان إلى جانب شفائه من أسقامه الجسدية، كانت تُغفر خطاياه -كما كان القديس يعقوب يقول في رسالته الجامعة: “أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة (أي كهنتها) فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب وصلاة الايمان تشفي المريض والرب يقيمه وان كان قد فعل خطيئة تُغفر له” (يعقوب 14:5-15).

إذا تأملنا في هذا الكلام نستنتج الأمور التالية:
أولاً: المريض يدعو خادم مذبح الرب، يأمره أن يأتي اليه ليصلي من أجله -الانسان لا يخاف من دخول الكاهن إلى بيته والكاهن لا يتردد في تلبية الطلب -انه قبل كل شيء رجل صلاة.
ثانياً: ان الرب هو الذي يقيم المريض من مرضه فصلاة الكاهن ليست كلمات جوفاء. فيها استدعاء أن تحل نعمة الرب على المريض -لا أحد يقوم مقام الله- الله هو الذي يشفي لكن الخادم للأسرار المقدسة انسان مدعو أن يصلي لكي يستمطر نعمة الله على من يصلي عليه.
ثالثاً: ان صلاة الايمان لا تشفي جزءاً من الكيان ونوعاً من الأمراض -انها تشفي الروح والجسد معاً أي الكيان الانساني بكامله ولذلك تغفر خطايا الإنسان اللاجئ إلى رحمة الله التي لا بد الاّ وأن تساعده على التوبة لكي ينال مغفرة خطاياه.
هلموا بنا نلجأ إلى الطبيب الإلهي ولندعو كهنتنا خدام المذبح الإلهي لكي يصلوا علينا فتشفى نفوسنا وأجسادنا وهكذا يتمجد المسيح فينا إلى أبد الدهور. آمين.

العدد 31 – في 30 تموز 2000
الأحـــد السادس بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share