التعليم والسيرة والقصد والايمان – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 6, 2016 116

التعليم والسيرة والقصد والايمان – المطران بولس (بندلي)

في هذا النهار المبارك نبتدئ استعداداً خاصاً لكي ندخل في المسيرة الخلاصية التي سوف تكون بالنسبة للمؤمنين ربيعاً للنفس عنيت بها فترة الصوم الأربعيني المقدس. فالكنيسة المقدسة التي هي أمنا تود اعدادنا لهذه المرحلة الخلاصية المؤدية بنا إلى صليب  ختننا الإلهي المكلل بأنوار القيامة. هناك ثلاثة أسابيع تحملنا تدريجياً في الانطلاق المقدس نحو من أحبنا حتى الموت كي نحيا به ويحيا العالم ونحن مدعوون أن نكون خميرة الصالح الذي يخمّر العجين كله…

وفي أول يوم من هذه الفترة الخلاصية، في أحد تسميه الكنيسة المقدسة: “أحد الفريسي والعشار” مطلقة عليه اسم المقطع الانجيلي الذي رتبته لهذا النهار.
 ويسبق المقطع الانجيلي المذكور مقطع من رسالة بولس الثانية الى تلميذه تيموثاوس فيذكره بمرافقته له ومتابعته لكل حياته، في اصغائه إلى تعليمه المتجسد في سيرته الشفافة الظاهر من خلالها نور الرب يسوع الذي اهتدى اليه بولس على طريق دمشق، فتغيّر القصد عنده من مضطهد لاتباع الفادي الإلهي، عازم أن يلقي القبض عليهم كمجرمين إلى ملتزم يصرخ ويقول: “الويل لي ان لم أبشر” وبمن؟ بذاك الذي فتح عيني قلبي كي يؤمن به الهاً مخلصاً للعالم أجمع، كاسراً طوق القوقعة اليهودية لكي يعلن يسوع مخلصاً للجميع فيُدعى هو الذي كان متقدماً في الديانة التي تربى فيها أن يصبح رسولاً للأمم أي للوثنيين.
لكن هذا الاعلان الذي أُرسل لكي ينقله إلى العالم بأسره رافقه تعب واضهادات مستمرة لأن كل الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يُضطهدون حتماً لأنهم بالنسبة للعالم يسبحون في بحر هذا العمر عكس التيار، ولذلك يذكّر بولس أيضاً تلميذه الأمين بالاناة التي تحلّ بها في جهاده ومحبته الدافعة إلى هذا الجهد لأنه دون محبة لم يكن باستطاعته أن ينتصر في جهاده المرير لأن الحب وحده ينتصر على الموت، وكيف انه بصبره اقتنى خلاصه في المسيح يسوع.
لا يذكر بولس هذه الأمور لتيموثاوس من باب الافتخار كونه يؤكد في مكان آخر لا يستطيع أن يفتخر الاّ بأوهامه أي بضعفاته ليؤكد ثقته بالرب القائل له ولنا جميعاً: “ان قوتي في الضعف تكمل” فالمؤمن يتعرض باستمرار لشرور هذا العالم ويتحمل عذابات مستمرة بسبب ايمانه بالله الحي ولكن هذا الاله الذي يقول “لأني حي أنتم ستحيون” هو الذي يعطيه أن يغلب ويوصيه الا يخاف لأن الغَلَبة في النهاية هي لله ولجميع الذين يؤمنون به ويتكلون عليه. هذا خط لجهاد روحي تنصبه الكنيسة المقدسة كأم لنا فهي تذكرنا على لسان بولس أننا مدعوون أن نستعد لأتعاب وأسهار واضطهادات مضنية لنا ولكل الذين يلتمسون وجه الرب. لكنه ساهر علينا ولا يدعنا نُغلب إذا اتكلنا عليه حقاً. الا أعطانا الله قوة تذكّر هذه الأمور للعمل بها فننال اكليل المجد الذي لا يذبل والمعد لكل مؤمن يتكل على الرب. آمين.  

نشرة البشارة
العدد 5 – في 4 شباط 2001
الأحد الثالث والثلاثون بعد العنصرة
أحد الفريسي والعشار

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share