يا معلم قد قدمت إليك ابني – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 6, 2016 114

يا معلم قد قدمت إليك ابني – المطران بولس (بندلي)
هذا الكلام نسمعه اليوم في الانجيل المقدس المرتب لهذا اليوم الأحد الذي هو الرابع من الصوم الأربعيني المقدس. ماذا يعني لنا؟ هل نفهم به دفعاً لنا لنأتي بأبنائنا الى ذاك القدوس وحده القادر أن يعطي معنى حقيقي لحياتهم؟
في أيام نختبر فيها يومياً الضياع الذي يتعرض له أبناؤنا هل نريد أن نأتي بهم الى السيد الذي وحده يقدر أن يجدد شبابهم.
أبناؤكم، فلذات أكبادكم، هل تفكرون بحاجاتهم الملحّة الى “الواحد” الذي بدونه لا يجد أبناؤكم أي طعم لحياتهم والذي بكلمته فقط يستطيعون أن يحيوا حياة كريمة تفوق كل آمالكم وأمانيكم. أنتم تريدون لهم كل شيء صالح، هذا طلب حق. فهل أنتم مستعدون أن تتوسلوا الى مصدر الصلاح وحده لكي ينعم عليهم بكل موهبة صالحة ملائمة لهم ولنموهم في النعمة والقامة والفهم أمام الله والناس؟

أبناؤكم بحاجة الى أدعيتكم! هل أنتم تصلون من أجلهم لكي يوفقهم الرب؟ هل تدركون أن الأدعية الى الله من أجلهم لا بد الاّ وأن تفتح أبواب السماء أمامهم. اننا نقول في خدمة سر الزواج المقدس أن صلاة الوالدين تثبت أساسات البيوت أي أن بيوت الأبناء الثابتة كغروس الزيتون حول مائدة الوالدين ستنمو بفضل استمرار الدعاء والبركة. فهل نفكر بذلك لكي لا يُحرم أبناؤنا من بركة تساعدهم كثيراً في حياتهم؟
تتعبون كثيراً وتضحون كثيراً من أجلهم، من أجل أن يحصلوا على خيرات هذه الأرض. هذا حسن لكن هل أنتم مستعدون أن تساعدوهم في تأمين الاحتياجات الروحية، عالمين أن ليس بالخبز وحده يحيا الانسان لكن من كل كلمة تخرج من فم الله، هل أنتم مستعدون أن تتحدوا العالم بالتفكير بهذه الأمور التي تُحسب كأنها على هامش هذا الدهر أو أنها ترجعنا الى خلف ونحن نعيش في عهد “التقدم” حسب منطق هذا العالم؟ هل أنتم مستعدون أن تُعتبروا في مصف “الرجعيين” لأنكم تلتزمون هذا المفهوم الذي يتنكر له العالم وليس فقط فيما يتعلّق بكم بل يتجاوز حدودكم الى أبنائكم؟
هل أنتم مستعدون أن تبذلوا التضحية التي ليس بعدها تضحية بأن تقبلوا في وجدانكم الحي الذي تطهّره نعمة الله، أن يطير أبناؤكم بأجنحتهم الخاصة التي طالما دَعَيتم أن تكون متينة كي يستطيعوا أن يطيروا بها في مغامرة روحية دربتموهم أنتم عليها بمثالكم فتقبلون منهم أن يطيروا ويغامروا ولو بعيدين عنكم ولكن قلوبكم مطمئنة أبداً، وصلاتكم مقوية لرجائكم بأن الأرض التي تعبتم لتجعلوها جيدة سيسهر الله عليها بنعمته فتعطي الثمار اليانعة لتمجيد الله فيكم وفي أبنائكم.
اذا كنّا مستعدين لذلك، فنحن نقول مع الأب الهاتف: يا رب، أيها الأب السماوي، لقد أتيتكم بابني فأجعله ابناً لك -اشفه من أسقام هذا الدهر الروحية والجسدية انني أحاول أن أؤمن بك وأحاول ان أعطيه كلامك نبراساً لحياته- فباركه يا رب وأعن ايماني المتعثر الذي ان ثبت فيك يصمد الى الأبد. آمين.

نشرة البشارة
العدد 12 – في 25 آذار 2001
الأحـد الرابع من الصوم
أحد القديس يوحنا السلمي
بشارة السيدة العذراء

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share