أعظم المولودين من النساء – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 6, 2016 119

أعظم المولودين من النساء – المطران بولس (بندلي)

هذه هي شهادة الرب نفسه بمن نعيِّد لمولده في هذا اليوم المبارك والذي ترسم أيقونته في كنائسنا إلى جانب أيقونة الرب يسوع المسيح لأنه هو الذي سبقه في المجيء إلى أرضنا ليقول للناس: “توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات”.
انها شهادة إلهنا   المتجسد ولذلك نقول له في احدى ترنيماته: “تذكار الصديق بالمديح أما أنت أيها السابق فتكفيك شهادة الرب…” وشهادة الرب يسوع عن من دعاه ليعمده فتراجع المعمدان خائفاً وصارخاً: “أنا الذي أحتاج أن تعمدني أنت”، شهادة الرب له لم تكن من الشهادات الرخيصة التي تبتغي التملق لكسب رضى بشري أو التي تنبع عن خوف أرضي، شهادة الرب كانت كلمة حق لأن من تفوَّه بها كان “الحق” بعينيه، الحق المطلق، الإله الحق الصادر من الآب الإله الحق، ولذلك ليس عنده محاباة بالوجوه، وهو مصدر الحب الحقيقي الذي ينفي كل خوف!

انها شهادة يتلفظ بها من شهد له الآب من السماء أمام يوحنا في المعمودية بأنه ابنه الحبيب في الوقت الذي كان يرتضي أن يحني هامته أمام يد عبد ليسكب المياه فوق هامته المقدسة التي تنازل أن يحنيها لكي يرفع جباهنا نحو السماء فيتثبت رجاؤنا بأن الله لم ينسانا بل هو آتٍ إلينا آخذاً صورة عبد لكي يرتفع بنا إلى العلاء وننال به اسماً يفوق كل اسم في السماء أو على الأرض او تحت الأرض!
لذلك تسطر هذه الشهادة المقدمة من إله تجاه إنسان خلقه وترسم أمامنا، نحن البشر، أفقاً يتعالى فوق كل أفق يمكن أن نفكر به كبشر. انه أفق العظمة المعطاة أساساً للإنسان عند خلقه عندما منحه الله صورته ومثاله -ها المعمدان يسمى الأعظم بين المولودين من النساء ليس بتراتبية بشرية كثيراً ما تخطئ لأنها تأخذ مقاييس هذه الأرض لكنه يدعى أعظم المولودين من الناس بسبب الانجذاب المتجاوز لمقاييس هذا العالم نحو ذاك الذي أشار اليه قائلاً: “هذا هو حمل الله الرافع خطايا العالم” والذي اذ ساله الجمع هل أنت هو؟ قال: “لست اياه، وأنا لست مستحقاً أن أحل سير حذائه” هو أعظم المولودين من النساء لأنه اعتبر نفسه انه ليس بشيء، بل هو صوت سينقل الصرخة “أعدوا طريق الرب” ثم يتلاشى وكأنه لم يكن لكن فرحه كصديق للعريس انه قال: أعدوا طريق من هو آت اليكم ليخطب ودكم ليقول لكم: عشائي أعد وفيه أقدم لكم نفسي طعاماً، فهل تريدون أن تسمعوا صوت الكارز في البرية، فتقبلون اليَّ لكي تنالوا بي الخلاص؟
هذا هو يوحنا الصارخ بصوته في برية نفوسنا فهل نحن مستعدون أن نسمعه رغم ضجيج هذا العالم!
عيد مولد يوحنا المعمدان، هل نريده موسماً إلهياً أو عيداً سنوياً عابراً؟
قواناً الله جميعاً أن نعيد له كما يليق وبما شهد له الرب قائلاً عنه “انه أعظم المولودين من النساء” فنشارك هذه العظمة السماوية التي لا ينزعها أحد منا. آمين.

نشرة البشارة
العدد 25 – في 24 حزيران 2001
الأحـــد الثالث بعد العنصرة
مولد القديس يوحنا المعمدان

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share