تدبير الله الخلاصي – المطران بولس (بندلي)
“كما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن البشر” هذا ما سمعناه في إنجيل هذا النهار الذي هو الأحد الذي يقع قبل عيد رفع الصليب الكريم الذي تعيّد له الكنيسة المقدسة في الرابع عشر من هذا الشهر-الكلمة “ينبغي” تشير إلى تصميم عند الله وقد استعملها الرب يسوع في جوابه للمعمدان الذي كان يتردد في تعميده كونه هو الذي يحتاج أن يعتمد منه، فقال له السيد الرب: دع لأنه هكذا “ينبغي” أن نتمم كل بر- أما هنا فتصميم الله المتجسد أكيد ويتجلى في قوله “ينبغي” أن يرفع ابن البشر أي “هو” على الصليب بين المجرمين، لكي في نتيجة ذلك لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة وليس أية حياة كانت ولكن الحياة الأبدية.
هاجس الله أن يحيا الإنسان المائت بسبب الخطيئة ولذلك لا يشفق على ابنه الوحيد بل يضع تدبيراً للانسان يؤكد له أنه سيتغلب على الموت.
وهذا التدبير لخلاص الإنسان من الموت يتحقق بموت ابن الله الذي دفعته محبته العظيمة أن يموت عني وعنكم وعن كل انسان دون استثناء مؤكداً هكذا: انه ليس حب أعظم من هذا أن يضع الإنسان نفسه فداء عن أحبائه.
فيا أحبة لنتأمل بالتدبير الخلاصي لدى إلهنا -انه يتحقق بالآلام الخلاصية آلام الصليب التي لا توصف والتي تصب في الموت الطوعي من أجلنا -ان ما يصفه الكتاب المقدس بالتدبير الخلاصي ليس سهلاً – فالله يسكب رحمته علينا نحن البشر ويشفي أمراضنا وخطايانا التي هي أمراض أليمة جداً مغروسة جذورها فينا لكن نعمة الله تقتلعها إذا استسلمنا لإرادة إلهنا المحب البشر والذي تقوى نعمته في ضعفنا وتعطينا قوة لنعيش وعينانا مسمرتان على من صلب من أجلنا، ساجدين له من أعماق قلوبنا. آمين.
نشرة البشارة
العدد 36 – في 9 أيلول 2001
الأحـــد قبل رفع الصليب