الأستعداد للميلاد – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 6, 2016 317

الأستعداد للميلاد – المطران بولس (بندلي)

أيها الأحباء نحن قادمون على عيد سيدي مهم جداً والكنيسة المقدسة ترنم، المسيح ولد فمجدوه، المسيح أتى من السموات فاستقبلوه، المسيح على الأرض فارتفعوا…
كيف نمجد حقيقة المسيح الآتي إلينا من علياء سمائه. عندما هتف الملائكة بالتمجيد قائلين: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة، كان الرب ملفوفاً بأقمطة وموضوعاً في مزود للبهائم.

العالم يُجَرَّب ونجرب نحن أيضاً بأن نستقبل السيد المولود في مغارة كما نستقبل أي مولود بشري آخر. ولنا نزين منازلنا وتحاول مخيلتنا أن تنسج أطراً عالمية خاصة لكي نعيِّد الميلاد.
إننا نفكر بالهدايا التي نقدمها لأطفالنا ولأولادنا كي “يفرحوا” بالعيد، هذا أمر بشري طبيعي ويجب أن يكون، ونسأل الرب بإستمرار أن يبقي البسمة على وجوه أطفالنا الأبرياء ولكنني أنذهل  حقاً أمام الوسيلة التي نستخدمها لتقديم هدايانا. إخترعنا “البابا نويل” وهذه أمور أتت من الغرب “المتمدن” إلى شرقنا حيث وعلى أرضنا ولد الرب يسوع. والأصعب من هذا كله إننا نخترع ألف وسيلة لكي نأتي به وكأنه من عالم آخر. لماذا لم نعود إلى بساطتنا، فيأتي الأهل والأحباء يقدمون الهدايا إلى الأطفال دون اللجوء إلى “ما يفزع” الولد في كثير من الأحيان؟ أو يعطيه تخيلات ربما أثرت على نفسيته فيما بعد؟ لماذا يجب أن نلبس قناعاً لمن يقدم هدية لولد بمناسبة العيد؟
أيها الأحباء جداً بالرب حذاري أن تبعدنا بعض العادات عن جوهر العيد السيدي الذي نحن في إنتظاره لأننا والبشرية جمعاء بحاجة إلى “واحد” أحد، ذلك الذي تنازل إلينا وأتى لكي يرفعنا إلى فوق أي يعيدنا إلى الكرامة الحقيقية للإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله. لننتبه أيها الأحباء لكي يكون فرحنا بالعيد حقيقياً وفرح عائلاتنا مَسْنوداً إلى من أتى إلينا لكي يعطينا بنعمته الفرح الذي لا ينزعه أحد منا.
فأهلنا يا رب، يا من ولدت من البتول لأجلنا وخلص عالمك برحمتك التي لا تحصى، وأعطنا سلامك الحقيقي يا إله السلام وأب المراحم. آمين.

نشرة البشارة
العدد 49 – في 9كانون الأول 2001
حـبل القديسة حنة بوالدة الإله

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share