رسالة الميلاد – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 6, 2016 342

رسالة الميلاد – المطران بولس (بندلي)

أيها الأحباء،
يحتفل العالم بعيد ميلاد الرب يسوع المسيح ولا يزال الاضطراب يعم البشرية جمعاء، فهنا وهناك الناس في قلق وجزع، وليس بعيداً عنَّا في الديار حيث وُلِدَ الرب يسوع المسيح فلا يزال هناك أبرياء يُقتلون دون شفقة على ولد رضيع أو شيخ مُسِنْ، فيا لها من فظاعة يمارسها الإنسان، والخوف هو أن يتخلى الإنسان عن إنسانيته متناسياً بسبب أحقاده عن الصورة الإلهية التي وهبها الله له متجاهلاً أن الله إفتقده من علياء سمائه لكي يعيد له الصورة البهية التي سقطت منذ القديم.

إننا ندعوكم أيها الأحباء أن تقفوا بخشوع حقيقي أمام الذي يأتي إلينا بتواضع الحمل الذبيح الذي يولد على أرضنا لكي يقول لكل إنسان، إذا شاء الإصغاء: أنا يا بني آتٍ إليك لكي أؤكد لك أنت لست عبداً بل أنت ابن الله، ووارث “بي” لملكوت ثابت إلى الأبد، ليس من صنع هذا العالم وليس على نمط ممالك العالم الزائلة، بل ملكوت ثابت إلى أبد الدهور، لا تستطيع أن تدخله إلاّ إذا أحببتني أنا الذي أحببتك بمحبة تفوق كل تصورك، ولن تكون في ملكوتي إلاّ إذا صممت من كل قلبك أن تحبني في البشر الذين خلقتهم دون تمييز فتدخل حينئذ محبتي. ويتابع الرب قائلاً للذين يريدون أن يسمعوه فيصيروا أبناء الله ليس بمشيئة رجل لكن بالنعمة الإلهية التي تهبهم حياة أبدية. إذا عرفتم انني أتيت إليكم والى العالم أجمع لكي أهبكم سلامي الحقيقي الذي بشر به الملائكة عند ولادتي على أرضكم فأنشدوا الترنيمة السماوية قائلين: “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة”
فيا ربنا المولود من أجلنا طفلاً جديداً جدد حياتنا بنعمتك، انزع منها الضغائن والصغائر التي تعترض طريق محبتك فينا. ساعدنا يا رب أن نرفع الحواجز التي تفصلنا عن بعضنا البعض وكما أظهرت النجم للمجوس فأرشدتهم إلى مكان ولادتك رغم الحواجز التي اعترضتهم في طريقهم إليك والتي أقامها طاغٍ من طغاة العالم هكذا أنرنا بنورك كي نفرح بأننا نتابع الطريق نحوك عبر اخوتنا في البشرية الذين وضعتهم نعمتك في طريقنا وهكذا نصل إليك ونقدم لك مما أعطيته لنا من قلوب أدمتها محن هذا العالم متعطشة إليك وأنت ترفع حينئذ عنا غِلَّ القيود فنحصل على حرية أبناء الله التي وعدتنا بها.
أيها الأحباء إننا ننقل إليكم أدعية ومحبة إمام أحبارنا غبطة أبينا ورئيس رعاتنا البطريرك أغناطيوس الرابع الكلي الطهر والجزيل الاحترام كما انه يشاركنا بمعايدتكم سيادة الأخوين الحبيبين المطران يوحنا (الحصن) والمطران باسيليوس (طرطوس وصافيتا) وسائر اخوتنا رؤساء كهنة أبرشيات الكرسي الأنطاكي المقدس داعين أن يحفظ الرب الإله فخامة رئيس بلدنا الحبيب العماد اميل لحود وجميع معاونيه في الحكم فيقويهم مع كل المسؤولين لكي يتابعوا وهم يقدمون في هذه الأيام الدقيقة خدمتهم لهذا البلد تلك الخدمة التي لنا يقين انهم تجندوا لأجلها فتتعزى قلوبكم وقلوبنا بكل انجاز بنّاء للإنسان الحر في وطننا الحبيب.
هذا هو دعاؤنا إلى الله من أجل الجميع. فلتحفظكم مع عائلاتكم نعمة الله القدوس المبارك إلى أبد الدهور. آمين.

نشرة البشارة
العدد 51 – في 23 كانون الأول 2001
الأحـــد قبل ميلاد المسيح
(أحد النسبة)

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share