الجالسون في بقعة الموت وظلاله أشرق عليهم نور – المطران بولس بندلي

mjoa Tuesday December 13, 2016 339

الجالسون في بقعة الموت وظلاله أشرق عليهم نور – المطران بولس بندلي

هذا ما نسمعه في هذا اليوم المبارك الذي هو الأحد الذي يلي عيد الظهور الإلهي الذي عيَّدنا له يوم الأحد الماضي.
إن هذا الكلام يبدأ بوصف حالة مأسوية للإنسان. إنه جالس، إنه تَعِبٌ من الحياة التي يحياها لأنه مغمور في ظلام دامس ناتج عن بعده عن مصدر النور وهو الله! والظلام الذي يحيط به هو ظلام الموت لأنه قد ابتعد عن ينبوع الحياة وهو الله!

ولكن الله لم يشأ أن يتركه لأنه محبة، لا يستطيع أن ينكر نفسه كما يؤكد بولس الرسول، لا يستطيع أن يتخلى عن محبته تجاه الإنسان مخلوقه. لنتصور هذا التنازل غير المدرك، الله القادر على كل شيء  يتصرف وكأنه أمراً ما يخرج عن استطاعته، وطبعاً بإرادته المطلقة وهذا الأمر هو التخلي عن الإنسان لأنه يحبه! فأتى إليه متنازلاً من عليائه آخذاً صورة عبد فتقدم من “العبد” يوحنا لكي يسكب هذا الأخير مياهاً على هامته فحناها هو الذي “تجثو أمامه كل ركبة مما في السماء وعلى الأرض وما تحت الأرض…”!
قال عنه يوحنا وهو الإنجيلي: “فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس…” أتى الرب يسوع النور من النور لكي يشع نوره الأزلي غير المخلوق في ظلمة هذا الإنسان المرمي في ديجور الخطيئة التي حملت الموت فيصرخ البشر نحو إلههم الصائر مثلهم: “وبنورك نعاين النور”.
فليعطنا الرب هذا النور الحامل الحياة وإذا أخذناه في فصح متجدد أبداً في حياتنا بنعمة الله “نمجد المسيح الناهض من بين الأموات” له الكرامة والسجود إلى أبد الدهور. آمين.

نشرة البشارة
العدد 2 – في 13 كانون الثاني 2002
الأحـــد بعد الظهور

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share