إيمان حاملي المخلع – المطران بولس بندلي
في هذا الأحد الثاني من الصوم الأربعيني المقدس رتبت لنا أمنا الكنيسة المقدسة أن نستمع إلى مقطع الإنجيل المقدس الذي تلي على مسامعنا في هذا اليوم المبارك.
الباب موصد بسبب كثرة الجموع، الناس مزدحمة لتسمع الكلمة. المسيح في البيت يحدث الجموع بكلمات الحياة. وها الأربعة يحملون إنساناً لا يستطيع أن يتحرك لوحده. فقدموا له أيديهم ليحملوه وأرجلهم لينتقلوا به، ليحملوه إلى الرب وينقلوه إليه. الصعوبات التي كانت قادرة أن تثني أيّاً كان لم تردعهم فتابعوا الطريق مهما كانت شاقة. إنهم متشبثون بأن يصلوا بمريضهم إلى السيد! صعدوا إلى السطح حاملين إياه مع كل ما في الموضوع من خطر عليهم أن تزل بهم أرجلهم، نقبوا لُبنَ السقف ودلوا بالسرير وعليه من التزموه كليّاً في وجدانهم.
إيمانهم كبير والرب القادر على كل شيء يقابلهم بالعطف الإلهي. لن يدع جهودهم تذهب سدى، إنه الذي يرى كل إيمان ولو انتفى عن أعين البشر لن يخفى عنه فيقول لنا الإنجيلي مرقس: لما رأى يسوع إيمانهم قال للمخلع يابني مغفورة لك خطاياك ثم بعد أن أعطى الأهمية الأولى لمغفرة الخطايا قال للمخلع ثانية: قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك. فقام المخلع.
يا لعظمة إيمان هؤلاء الأربعة، أهلنا يا رب أن نأتيك بإيمانهم نحن ونحمل بعضنا بعضاً إليك يا محب البشر، لكي تجعلنا جميعاً من أجل رأفتك أن ننتصب ونقوم من فراش الأسقام فنتابع مسيرة الصوم الأربعيني المقدسة فنعليك ونمجدك إلى أبد الدهور. آمين.
نشرة البشارة
العدد 13- في 31 آذار 2002
الأحد الثاني من الصوم
أحد القديس غريغوريوس بالاماس