صلاة – المطران بولس (بندلي)
أيها السيد الرب المصلوب من أجل العالم والناهض من بين الأموات دائساً موت البشر بموتك وواهباً الحياة للذين في القبور!
أيها الرب المتحنن كنت قلت لتلاميذك: “ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه (يو1:15) وقد حققت ذلك عندما إقتبلت الصلب لتفدي جنس البشر. لقد تحدّاك صالبوك قائلين لك: “إن كنت ابن الله أنزل عن الصليب” (متى40:27) متذكرين “أنك خلصت آخرين” ومنتقلين بالهزء إلى الحكم عليك بأن “نفسَك لا تقدر أن تخلصها” ليخلصوا إلى التهكم بالتحدي الأخير حيث طلبوا منك “أن تنزل الآن عن الصليب ليؤمنوا بك” (متى42:27).
أما أنت فمن أجل طول أناتك صبرت على كل هذا ولم تنزل عن الصليب حتى تُتِمَّ عليه الخلاص الحقيقي الذي صنعته في وسط الأرض لتشملها كلها. ومتَّ يا رب على هذا الصليب “مستودعاً روحك في يدي أبيك السماوي” لو(46:23). ودفنت في “قبر لم يكن أحد وضع فيه قط” (لو53:23) مؤكداً أنك هكذا نقّيت كل الجنس البشري من فساد الموت.
لكنك في اليوم الثالث قمت كما قلت، وها النساء الحاملات الطيب الآتيات بشجاعة إلى قبرك يجدن هذا القبر قد دحرج عنه الحجر العظيم الذي كان يسد فوهته والملاك يعلن لهن قائلاً: “أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب، قد قام، ليس هو ههنا” (مرقس6:16).
أنت المصلوب قد قمت يا رب! الآلام التي تحملتها بأنوار القيامة، تظهر لتلاميذك كاشفاً لهم يديك ورجليك التي تحمل كلها آثار صلبك بالإضافة إلى جنبك المطعون (يوحنا20:20).
وعندما التلميذ التوأم أخبر من التلاميذ الآخرين بذلك أكد حاجته أن يرى آثار الصلب مؤكدة عليك لكي يؤمن بقيامتك، فلم توجِّه له أي عقاب بل طلبت منه أن يلمس جراحك لكي يؤمن (يو27:20) فلم يفعل لأنه رآك وتبدد شكه أمام غزارة رحمتك. وكنت يا رب تعرف أن تلاميذك بشر ضعفاء كما نحن وأن أمواج هذا العالم تجعلهم يضطربون فكنت تبادرهم “سلامك أنت” هذا السلام الذي كان يختلف جذرياً “عن السلام الذي يعطيه العالم” (يو27:14) فسلام العالم يبنى على “مقايضات بشرية” تنقض عندما تتنافى مع “المصلحة الذاتية” أما سلامك فهو النابع من الهبة الكاملة المعطاة من لدنك يا أب الأنوار ولذا يثبت وينتصر!
ايها الرب يسوع المسيح، في فلسطين حيث أكملت كل التدبير الخلاصي لكل العالم بموتك المحيي وقيامتك المجيدة، هناك اليوم بشر يئنون ويتوجعون ويجرحون ويموتون وهناك قساة رقاب لا يشفقون ولا يرحمون! اننا نتوسل إليك يا غالب احقاد الموت بموتك وقيامتك أن تلهم ضمائر العالم والمقتدرين على تحقيق الحلول الانسانية الآيلة الى سلامك الحقيقي، نسألك يا رب أن تجعل الصلبان التي يحملها الاخوة المعذبون في ارضك مكللة بأنوار قيامتك لكي يسمع كل متألم صوتك القائل: سلامي اعطيكم ليس كالسلام التجاري الهش المعرض للزوال الذي يتعاطاه العالم، لكن السلام الذي يثبت إلى الأبد.
اعطي يا رب فلسطين الجريحة وعالمك أجمع سلامك، وارحم جميع المتألمين فلنا ثقة برحمتك الغزيرة المنتصرة بالصليب على موت أنانية البشر.
فلك يا إلهنا الدائس الموت بموتك الكرامة والسجود إلى أبد الدهور. آمين.
المسيح قام! حقاً قام!
نشرة البشارة
العدد 18- في5 أيار 2002
أحـــد الفصح المقدس