رقاد العذراء الكلية القداسة – المطران بولس (بندلي)
يوم الخميس الماضي في الخامس عشر من شهر آب عيّدت الكنيسة المقدسة لرقاد العذراء الكلية القداسة والدائمة البتولية مريم -انها الأم والبتول معاً- انها أم الرب يسوع المسيح التي استحقت “بالنعم” الذي قالته للملاك المبشّر إياها بأنها ستلد ابناً وتسميه يسوع، أي انها ستلد الإله المتجسد، الإله الذي خلّص العالم أجمع -انها ماتت ككل البشر وها نحن نسمّي موتها رقاداً لأنه بالابن الحبيب الذي ولدته لنا تغيّر معنى الموت فأصبح رقاداً، لأن ابنها مات وقام وأكد رجاء القيامة لكل الأموات فأصبحوا “راقدين” كونهم ينتظرون قيامتهم الأكيدة بموت المسيح وقيامته. لذلك “ألغي” الموت وديس وأصبحت الأجساد، كل الأجساد ترقد منتظرة ساعة يسمع فيها جميع من في القبور “صوت ابن الله” فيخرج الذين عملوا الصالحات إلى قيامة حياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة دينونة كما يقول الرب في إنجيل يوحنا.
اذاً عندما عيّدنا لعيد رقاد العذراء مريم عيّدنا لعربون أعطي لنا أننا كالعذراء سنقوم بعد موتنا -ولذلك وردت في صلوات عيد رقاد السيدة العذراء “أن الموت صار عربوناً للحياة” أي بموتها وانتقالها إلى الحياة أخذنا تأكيداً أن الموت أصبح طريقاً حتمية تقودنا إلى الحياة، فابن العذراء أمين في كلمته في الإنجيل المقدس عندما قال “أنا القيامة والحياة من آمن بي وان مات فسيحيا” ان إيماننا به راسخ، فكلمته كلمة حياة وليست كلمة موت -فلنسعى اليه بثقة أننا مخلَّصون به ومنتصرون به على الموت- أهلنا الله أن نلتفت إلى كلمته الأمينة ولنتأمل بما كشفته لنا محبته لنا -حينئذ نكون قد عيّدنا حقاً لعيد رقاد العذراء. آمين.
نشرة البشارة
العدد 33 – في 18 آب 2002
الأحـــد الثامن بعد العنصرة