صلاة يســوع – المطران بولس (بندلي)
في المقطع الإنجيلي الذي تُلي علينا في هذا اليوم المبارك، نرى كيف أن الرب يسوع بعد أن أجرى أعجوبة الخمس خبزات، دعى تلاميذه أن يسبقوه إلى عبر البحيرة كي يصرف الجموع التي أكلت وشبعت من القوت المادي، وبعد أن صرف الجموع، وقد وقاهم، بأعجوبته، من أن تخور قواهم وهم في طريق عودتهم إلى منازلهم، ها هو يصعد إلى الجبل ليصلي. وصلاته هذه لا تشكل استعفاء من خدمة الناس بل سينزل بعد رفعها إلى الآب نحو تلاميذه الذين كانت الأمواج تلاطم سفينتهم مهددة إياهم بالغرق والموت الناتج عنه حتماً.
ان صلاة يسوع سوف تشجع أولئك الذين كان يصلي دائماً من أجلهم. انهم مهددون بخطر شديد محدق بهم. لكنه سيكون أمامهم في الهزيع الرابع من الليل، في الوقت الذي يبرز الخوف في أشدّه، في هذا الوقت ينزل إليهم ربهم واللهم مؤكداً لهم أنه هو هو منتصب أمامهم وأن شعرة من رؤوسهم لا تهلك وداعياً إياهم إلى صبر حقيقي والتمسك بالرجاء.
اذاً نستطيع أن نقول بأن الرب يسوع كان يصلي من أجل العالم أجمع، من أجل تلاميذه الذين هم في العالم وليسوا من العالم لكي تحفظهم النعمة الإلهية وينجوا من الشرير منتصرين على الأمواج -من أي نوع كانت- التي تحاول إغراقهم.
فالرب اذاً علمنا هكذا كيف يجب أن نصلي. ألا أهلنا الرب أن ننتبه وأن نلتزم بعضنا بعضاً كي نمجده مصلين لله دائماً أن يحفظنا من الشرير. آمين.
نشرة البشارة
العدد 34 – في 25 آب 2002
الأحـــد التاسع بعد العنصرة