رفــــــع الصــــــليب – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 13, 2016 124

رفــــــع الصــــــليب – المطران بولس (بندلي)

يوم أمس عيّدنا لرفع الصليب الكريم المحيي،
سمعنا المصلوب عليه يقول: “متى رُفعت أجذب اليّ الجميع”، نعم لقد رُفع السيد الرب على صليب كان مكتوباً عنه أن كل من يعلّق عليه ملعون بسبب الخطايا التي يكون قد ارتكبها، أم المصلوب الآن فهو الحَمَل القدوس الذي لا عيب فيه والذي ارتضى أن يحمل خطايانا وخطايا العالم أجمع لكي يطهر الجنس البشري قاطبة من أدران الخطيئة -ولذلك رُفعت عنا اللعنة المرتبطة بالخطيئة كون مانح البركات وحده -الإله القدوس يصبح لعنة من أجلنا كي يرفع اللعنة في حياتنا- ولقد سبق وقلنا لوالدته أم النور عن ابنها الحبيب أنه “حلَّ اللعنة ووهب البركة وأبطل الموت ومنحنا حياة أبدية”.

رُفع السيد على الصليب لكي يجذبنا اليه لكي نشاركه في انتصاره على الموت -فعيد رفع الصليب هذا يعني ارتفاعنا معه، مع رب المجد المصلوب عليه، لكيما إذا صُلبنا معه تصلب أهواؤنا وهفواتنا،  ونجد فيه الحياة الأبدية.
ان المسيح رُفع على الصليب الكريم داعياً ايانا أن نرتفع فيه، أن نرفع عقولنا وقلوبنا وحياتنا إلى فوق -هذا أمر في غاية من الأهمية، على أرضنا حيث وُحول الضغائن والأحقاد والظلم والاستبداد، حيث يظن أن من يظلم الآخر إنما يقوم بعمل “قانوني” جيد ولذلك نصبح بحاجة ماسة إلى الارتفاع مع المصلوب الإلهي والالتصاق به، مرددين قوله للعالم: “تعلموا ما هو، أريد رحمة لا ذبيحة” فهذا ليس استعفاء من العالم ولكننا هكذا نرفع كل انسان حولنا إلى المسيح لكي يأخذ من نسيم منعش قوة لكي يحيا وإيانا على الأرض ويبقى فينا الرجاء بأن الذي أحبنا حتى الموت لن يتركنا ولن يترك العالم حيث غُرس صليبه في وسط أرضنا الظامئة إلى ماء الحياة الذي يعطيه لنا من جنب مطعون فنعاين ونؤمن. آمين.  

نشرة البشارة
العدد 37 – في 15 أيلول 2002  
الأحد بعد رفع الصليب

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share