رجاء الوحدة المسيحية – المطران بولس (بندلي)
إنتهى في الـ25 من شهر كانون الثاني أسبوع الصلاة من أجل الوحدة المسيحية. وقد قامت، هنا وهناك، خدم مختلفة على رجاء هذه الوحدة. ولعل بعضاً تعبوا من الحواجز القائمة بين الكنائس وكأنها أبدية.
غير أن ما يميز هذا الأسبوع كما أراده مؤسسوه دعوتهم أن يصلي المؤمنون للوحدة كما الله أرادها أي انهم لم يقدموا صيغة إدارية محددة للعالم المسيحي إذا اجتمع. ومن الواضح ان موضوع الصيغة الإدارية هو الشائك بالدرجة الأولى اذ كل من الكنائس الكبرى يقترح صيغته صورة عن الوحدة. الكثلكة لا ترى وحدة بلا رئاسة البابا العالمية وعصمته. الأرثوذكسية لا تفهم الوحدة الا على اساس استقلال البطريركيات في وحدة عقيدة وأسرار.
طبعاً ليس هذا الموضوع الوحيد. هناك فروق أخرى لأن الغرب حدد عقائد في الألفية الثانية التي تلت الانشقاق ولم يجتمع الشرق ليتدارسها ومنها العقيدة المتعلقة بالمقام البابوي. فمن بعد المجمع الفاتيكاني الأول المنعقد السنة الـ1870 ما كان مجرد ممارسة بابوية أي بسط سلطة عالمية للأسقف الروماني على العالم الكاثوليكي أضحى عقيدة ملزمة للمؤمن. فحدث شرخ.
السؤال الذي يطرح نفسه هو هل نستطيع أن نجد كلاماً جديداً يكون فيه لأسقف روما مقامه الشرعي وتبقى فيه لكنائس الشرق وربما لغيرها ذاتية وجود تشعرها بأنها تنسق مع روما ولكنها تبقى أمينة لما استلمته من تراث الرسل والآباء؟
إذا أردنا وحدة واقعية نحياها في الوحدة والتنوع الشرعي لا بد من أن نلاحظ اننا لا نستطيع أن نذيب الكنيستين في قالب واحد فهناك مسيحية غربية ومسيحية شرقية ولكل منهما خصوصيات. ربما تعلمنا من بقاء الكنائس على معالمها خلال ألف سنة أن هناك هامشاً كبيراً من الفروق لا مهرب منه. فالغرب لن يعمد بالتغطيس مثلنا (وفي راي هذا هام) ولن يناول بالخبز الخمير (وعندي أن هذا أمر هام). هذان مجرد رمزين لوجود ذهنيتين مختلفتين في المسيحية الواحدة.
هناك ضرورة لنتمسك بالأشياء الضرورية كلياً ونهمل الأشياء الأخرى إلى حرية الكنيسة الأخرى. ما هو الضروري جداً وما هو الأقل ضرورة؟ هذا أمر متروك للمناقشات والتفاوض بين الكنائس.
مع هذا يجب أن نعلم أن هناك حواجز لا تأتي من الفكر اللاهوتي ولكنها تأتي من القلوب المتنافرة. الأرثوذكس يهيمن عليهم في بعض بلدانهم (مثل روسيا واوكرانيا) ان للكثلكة مطامع في البلدان الأرثوذكسية. هو نوع من عقدة الصليبية التي يرى الأرثوذكسي أن الغرب لا يزال يمارسها عليه. إلى جانب ذلك عدوات قومية تحتاج إزالتها إلى بعض الوقت. مثل عليها العداوة القائمة بين الكروات والصرب.
الأحد 9 شباط 2003
العدد 6
أحد الكنعانية