الحياة بالتقوى – المطران بولس (بندلي)

mjoa Wednesday January 18, 2017 131

الحياة بالتقوى – المطران بولس (بندلي)

لقد دخلنا اليوم فترة من الزمن تعدُّنا للولوج في الصوم الأربعيني المقدس الذي سيكون لنا مناسبة هامة إلى أبعد حد ممكن ندعى فيها إلى توبة حقيقية تحملنا إلى الاقتراب من الحمل الذبيح القدوس ولذلك ابتدأنا نرفع الصوت إلى الله ونحن ندعو من صميم قلوبنا أن يفتح لنا أبواب التوبة بما أنه واهب الحياة.

وفي مقطع الرسالة الثانية الموجهة من بولس إلى تلميذه تيموثاوس الذي استمعنا إليه قبل الإنجيل المقدس لم يخف الكاتب صعوبة الطريق التي سلكها لكي يبقى أميناً للدعوة الآلهية التي دعاه إياها الرب وبعد أن ذكّر مراسله كيف أنه تبع تعليمه الذي جسّده بسيرته واضعاً نصب عينيه القصد المقدس المعبّر عن إيمانه والمرافق بأناته ومحبته وصبره غير خافٍ للاضطهادات والآلام التي أصابته في المدن التي بشر فيها مؤكداً لتلميذه في النهاية ان الرب الذي كان يخدمه لم يتركه أبداً لوحده بل حقق له وعده بأنه سيكون معه “طول الأيام” ولذلك أنقذه الرب من كل الشرور التي حاول مناوؤه أن يعترضوا بها مسيرته في طريق الرب وحاثاً له أن يسلك حياة التقوى كاشفاً له بهذا الكلام ان التقوى ليست مجرد مواقف يقفها الإنسان إنما هي حياة يحياها المؤمن بيسوع المسيح وهذا ما يذكرنا بما كتبه الإنجيلي يوحنا اذ قال: “كتبت الأشياء الواردة في إنجيلي لخدمة الإيمان بيسوع المسيح انه ابن الله ولكي تكون للمؤمن به حياة باسمه” ويظهر هنا جلياً أن التعبد الحقيقي هو في السعي أن نحيا حياة الله. والموقف الذي وقفه العشار في إنجيل هذا النهار لهو تأكيد أن الله يبرِّر برحمته العظيمة أولئك الذين يقرعون صدورهم قائلين كلمة واحدة: يا الله اغفر لي أنا الخاطيء وبالتوبة التي ندعى اليها أي بالتخلي عن ذهنيتنا البشرية التي لا تخدم فينا ارادة الله، أي بالتخلي عن ذواتنا حينئذ تتحقق الحياة بالتقوى نحياها في يسوع المسيح ربنا وإلهنا ألاّ أهلنا الله لها فيفتح لنا أبواب توبة حقيقية واذا ما اضطهدنا -وهذا حاصل-  فنتذكر ما تحمله ربنا يسوع المسيح الحمل القدوس الذي هو قوة لضعفنا ونور لطريقنا ومنقذ لنا في الضيقات الكثيرة. فلنسلمه حياتنا ملتمسين منه أن يعطي رحمة لنا وللعالم أجمع فإنه المبارك إلى أبد الدهور. آمين.

الأحد 16 شباط 2003
العدد 7
أحد الفريسي والعشار

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share